بعد السيطرة على آخر معاقلة في سوريا، أظهرت تقارير أن تنظيم داعش يخطط لهجمات في أوروبا عبر مجموعاته "النائمة" في تلك البلدان، والتي يطلق عليها اسم "خلايا التمساح".
وقالت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية إنها اطلعت على وثائق في أقراص مدمجة كانت لمتشددين من داعش، تظهر نية التنظيم التخطيط لمزيد من الهجمات في أوروبا، من خلال دعم أعضائه الموجودين هناك ضمن "خلايا التمساح".
وورد أن الوثائق هي من مخلفات معارك دارت بين قوات سورية الديموقراطية (قسد) المدعومة أميركيا وعناصر داعش في شباط/ فبراير الماضي في الباغوز شرق سوريا. واسشتهدت التايمز بإحدى الرسائل التي تقول:
"قبل أن يقوموا بالعمليات، سيرسلون لنا الأهداف، إذا كان الاتصال آمنا".
والسبت أعلنت قسد الاستيلاء على الباغوز آخر معاقل داعش في سوريا. وأحيت ذكرى 11 ألفا من أعضائها الذين قتلوا خلال سنوات من القتال ضد التنظيم المتشدد.
ورحب دونالد ترامب بالسيطرة على آخر معاقل داعش في الباغوز، وقال "سنظل متيقظين ... حتى يتم إلحاق الهزيمة بهم في كل مكان".
وقال وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان في بيان: "في حين أن هذا يعد علامة فارقة في الحرب ضد داعش ، إلا أننا نتفهم أن عملنا بعيد عن الاكتمال". وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان الأحد "إن هذا النصر الهام وخسارة داعش سيطرته المكانية في سوريا والعراق، لا يعنيان انتهاء التحدي الإرهابي.. لابد من استمرار التعاون لهزيمته".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه تم القضاء على مصدر للهجمات الإرهابية المحتملة ، لكنه حذر من أن "التهديد لا يزال قائما وينبغي الاستمرار في الحرب ضد الجماعات الإرهابية".
ووصفت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي سقوط آخر مقعل لداعش في الباغوز بأنه "محطة تاريخية" في الحرب ضد التنظيم الإرهابي، لكنها قالت إن الحكومة البريطانية لا تزال "ملتزمة بالقضاء على أيديولوجيته السامة".
واعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس نهاية دولة الخلافة"خطوة مهمة" ، لكنه حذر من "أن تنظيم الدولة الإسلامية ما زال يمثل تهديدا كبيرا" ، مضيفا "لن نستهين بهذا التهديد".
وفي تغريدة له أكد رئيس حلف شمال الأطلسي جينس ستولتنبرغ التزام الحلف بمكافحة الإرهاب في مختلف أنحاء العالم:
أما عبد الكريم عمر رئيس مكتب العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، فقد حذر الأحد من أن آلاف المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش المعتقلين في سوريا مع علائهم يشكلون خطرا، رغم انتهاء "دولة الخلافة"، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على استعادتهم و "إعادة تأهيلهم".
وقال "لدينا آلاف المقاتلين بالإضافة إلى أطفال ونساء من 54 دولة، ما عدا السوريين والعراقيين".
ووفقا لقوات سوريا الديمقراطية فإن 66 ألف شخص غادروا آخر جيب لتنظيم داعش منذ كانون ثاني/ يناير الماضي، بما في ذلك خمسة آلاف متطرف و 24 ألفا من أقاربهم. ولا تستبعد أجهزة المخابرات شن داعش هجمات إرهابية جديدة في ظل التقارير التي تتحدث عن تحوله إلى شبكة خفية من الخلايا، في حين لا يظهر موالون للتنظيم أي علامة للتراجع في أفغانستان ونيجيريا والفلبين.
ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن خبراء في شؤون الإرهاب قولهم إن داعش "بدأ منذ عامين تقريبا في إعداد نفسه لفرضية فقد أراضيه التي سيطر عليها في سوريا والعراق، والبحث ( في عام 2019) عن رحلة ملاذات آمنة، خاصة في العراق".
ووفق المراقبين، فإن "داعش يعيد تنظيم نفسه، وبناء شبكته الداعمة في العراق لإنشاء ملاذات آمنة لمقاتليه في المناطق التي يتعذر الوصول إليها بالقرب من قرى السنة في العراق".
وقبل أيام من سقوط الباغوز، نشر داعش تسجيلا صوتيا، بثه موقع سايت المتخصص برصد الجماعات المتشددة، دعا فيه أنصاره إلى تكثيف الهجمات.
ولم ترد حتى الآن أنباء مؤكدة عن مصير قائد التنظيم أبوبكر البغدادي، وتتحدث تقارير عن فراره مع قيادات داعشية أخرى إلى إدلب السورية. ونشأ تنظيم الدولة الإسلامية كفصيل تابع للقاعدة في العراق ، لكنه استفاد من الحرب الأهلية في سوريا واستولى على أراض واسعة هناك وانفصل عن القاعدة.
وتنهي هزيمة داعش في الباغوز ما كان يطلق عليها التنظيم اسم "دولة الخلافة الإسلامية" التي أعلنها على أراض شاسعة في سوريا والعراق في عام 2014. المصدر: الصنداي تايمز