تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” يعود للظهور مجددا بعد عامين من الجمود في محاولة لفك الخناق الذي تفرضه قوات الجيش الجزائري في المنطقة
عاد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، للظهور مجددا، بعد عامين من الجمود الذي طال نشاطه، في محاولة لفك الخناق الذي تفرضه عليه قوات الجيش الجزائري، في المنطقة التي ينتشر فيها بين ولايات جيجل وسكيكدة وباتنة وبجاية وتيزي وزو شرقي البلاد، بعد النزيف الحاد الذي تكبده التنظيم بسبب موجه استسلام قياداته جنوب البلاد بينها تم القضاء على قيادات ثقيلة الوزن على يد القوات الأمنية والعسكرية في البلاد منذ مطلع 2018، بينهم 22 إرهابيا.
وتعتبر القيادات التي تم القضاء عليها من بين الرؤوس الكبيرة في التنظيم بينهم من بينهم الإرهابي “عادل صغيري” المكنى “أبورواحة” والمكلف بإدارة حملات الدعاية، والإرهابي “بوعلام بكاي” المكنى”خالد الميغ” مسؤول العلاقات الخارجية في التنظيم، واستسلام الإرهابي “حداد فوضيل” المكنى “أبودجانة” للسلطات العسكرية الجزائرية.
وحسب كرونولوجيا العمل الإرهابي في الجزائر، فإن العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة ” بيسة ” الجبلية الواقعة في مدينة “عزابة” بمحافظة سكيكدة شرقي الجزائر، جاءت بعد أشهر من انكماش نشاط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وأيضا تنظيم الدولة الإسلامية وفشلهما في اختراق الأحياء السكنية الكبرى بعدد من المحافظات الكبرى على غرار محافظة قسنطينة التي شهدت محاولات انتحارية، تبناها تنظيم ” الدولة الإسلامية “داعش”، فحاول هذا الأخير العام الماضي قبل أسابيع قليلة من بدء الحملة الدعائية للانتخابات البرلمانية المقررة في الرابع من مايو / آيار 2017 تفجير مقر للأمن وسط مدينة قسنطينة شرقي الجزائر.
واللافت في العملية الأخيرة، التي شهدتها منطقة “بيسة” أن عناصر التنظيم عادوا إلى استخدام أسلوب الكمائن مجددا، بعد فشل الاستراتيجية التي تبناها أتباع “جند الخلافة” العام الماضي، والمتمثلة في أسلوب “الذئاب المنفردة” وهو ما يعتمد عليه التنظيم في بؤر التوتر، وأحبطت الأجهزة الأمنية في الجزائر مند أكتوبر / تشرين الأول 2016، محاولات اعتداء عديدة أبرزها اعتداء على كنيسة سان أوغستين في مدينة عنابة، واعتقلت قبلها مصالح الأمن الجزائري مجموعة إرهابية كانت تخطط لتفجير وسط مدينة باتنة شرقي الجزائر.
ورجح مراقبون ومتتبعون للمشهد الأمني في البلاد، إمكانية وجود علاقة بين العملية الإرهابية التي شهدتها منطقة “بيسة” والأخرى التي استهدفت قوات الحرس التونسي بمنطقة جندوبة، قرب الحدود مع الجزائر، بداية يوليو / تموز الماضي، فالمجموعة أيضا اعتمدت أيضا على أسلوب الكمائن حسب التفاصيل التي كشفت عنها الداخلية التونسية، حيث أعلنت عن مقتل 8 عناصر الأمن التونسي في كمين نصبته مجموعة إرهابية شمال غرب البلاد على مقربة من الجزائر.
وكان قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال أحمد قايد صالح قد شدد خلال نشاطه التفقدي لمختلف الثكنات والوحدات، ولا سيما المرابطة على الحدود الشرقية والجنوبية، على “ضرورة اليقظة والتجند الدائم والمستمر في الحرب على الإرهاب، والتركيز على تجفيف منابع التموين والتسليح والتعبئة.
ولغاية الساعة لم تكشف وزارة الدفاع الجزائري، عن حصيلة الخسائر البشرية في صفوف الجيش، أعلنت في مقابل ذلك عن قتل أربعة مسلحين من عناصر “القاعدة”، خلال عملية تمشيط مستمرة منذ مساء الإثنين الماضي. وقصفت طوافات كامل المنطقة عقب الكمين الإرهابي، بهدف إحكام السيطرة العسكرية وتضيق الخناق على المجموعة الإرهابية وتسهيل ملاحقتها لمنعها من التسلل خارج المنطقة. المصدر: رأي اليوم