شقيق الطيار الاردني معاذ الكساسبة يكشف تفاصيل جديدة !
روى جودت شقيق الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي وقعه أسيرا بقبضة “داعش” قبل 3 أعوام تفاصيل للحظة تلقيه نبأ سقوط طائرته بيد “داعش” في الرقة في الـ 24 من كانون أول/ديسمبر 2014.
وقال جودت في منشور على حسابه بموقع فيسبوك إنه تلقى عدة مكالمات هاتفية من أحد أقاربه في تمام الثامنة والربع صبيحة ذلك اليوم خلال إلقائه محاضرة جامعية “وبعد إصراره على تكرار الاتصال أجبت المكالمة ليخبرني ان طائرة أردنية سقطت في مناطق “داعش” والطيار من الكساسبة”.
وأوضح جودت أنه سأل المتصل “مات مات؟” فأجابه بالنفي وبعد الاستفسار عن مصدر المعلومة أخبره أنها من “سفارتنا في إسرائيل”.
وأشار شقيق الطيار إلى أن سيارته أصابها عطل ميكانيكي في ذلك اليوم واضطر للجري في ساحة الكلية التي يعمل بها للبحث عن زميل يملك سيارة لأخذها وبعد عثوره زملاء توجهوا إلى قيادة سلاح الجو الأردني.
وأضاف: “عند البوابة الرئيسية اتصل مسؤول البوابة قائلا: سيدي أهله وصلوا وهذا أخوه عندي” وتابع “كانت كلماته أشد وقعا علي وفي تلك اللحظات لم أشاهد صورا ولم أقرأ خبرا”.
وبعد إدخاله لمركز قيادة سلاح الجو استقبله ضابط برتبة لواء يدعى منصور الجبور ومعه ضابطان برتبتي لواء وعميد وكشف أنهم قاموا بإطلاعه على مجموعة خرائط وصور جوية حية من الرقة “وقال لي قائد سلاح الجو معاذ الآن في هذا البيت”.
وقال إن البيت كان مكونا من طابقين وأخبره الضابط أن “طيراننا في الأجواء وننتظر وصول زميله لأرضية القاعدة”.
وروى مشاعره في تلك اللحظة وقال: “خطر ببالي أن يصنع الدواعش بمعاذ ما كنت أشاهد عنهم ليقيني أنهم آلة صهيونية أمريكية معادية للإسلام يستخدمون ضعاف العقول من المسلمين والشبان ذوي الأسبقيات لتسليمهم سلطة في اراضيهم وأن يبطشوا بالأبرياء كمجاهدين و ليسوا كمطلوبين في بلدانهم استعمار عقلي واستخفاف عقدي” بحسب وصفه.
وكشف عن طلبه من قيادة سلاح الجو قصف المنزل الذي يتواجد به شقيقه وقال: “لربما كانت قدرتي على التدبير والتفكير في تلك اللحظة منخفضة جدا فطلبت من منصور باشا أن يقصف المنزل ومعاذ والدواعش جميعا.. كان قرارا متخبطا مني”.
وتابع: “عندها اتصل منصور باشا برئيس هيئة الأركان المشتركة آنذاك مشعل الزبن وأخبره أن شقيق الطيار واسمه جودت وهو مدرس جامعي يطلب قصف المنزل فرفض الزبن رفضا تاما”.
وأشار إلى أن زملاءه طلبوا منه مغادرة مكتب سلاح الجو لانشغال الضباط وفي الوقت ذاته اتصل به والده وطلب منه ملاقاته عند بوابة قيادة الجيش.
وقال جودت: “رأيت أناسا يبكون كنت اظنهم لن يبكوا في حياتهم من شدة بأسهم و جبروتهم ورغم أن كثيرا ممن يعتبرون أنفسهم رجالات دولة قللوا من شأنك يا معاذ قد أدخلوا أنفسهم في مزابل التاريخ”.
وختم شقيق الكساسبة مشاركته على فيسبوك بالقول “و أما انت يا معاذ فأسال الرحمن أن يتقبلك مع الشهداء وأما القدس فحالها يبكيك يا زائرها والعرب حالهم يدميك رحمك الله و سلم على اخوانك و صحبك من شهداء الجيش و الاجهزة الامنية و من ضحوا بالغالي و الرخيص من أجل فلسطين و مقدساتها والكرك وقلعتها وإربد و أهلها والمخيمات ومن لجأ إليها أسال الرحمن أن يرزقني و إياكم الشهادة على أسوار القدس اللهم آمين آمين”.