شهد التعليم تحت حكم تنظيم "داعش" الوهابي، أوقاتا عصيبة على الدارسين والأساتذة على السواء، فقد توقفت الدراسة فى بعضها وتعطلت كليات عدة وأنشأ التنظيم كليات لا مستقبل للدارسين بها.
وكانت «الموصل» و«الأنبار» و«الفرات».. أبرز الجامعات العراقية والسورية التى يديرها تنظيم "داعش"، وقد أصدر التنظيم من بداية دخوله إلى مدينة الموصل تعليمات بإلغاء مجموعة كليات، وهى «كليات الحقوق»، العلوم السياسية، الفنون الجميلة، الآثار، التربية الرياضية، قسم الفلسفة، قسم إدارة المؤسسات السياحية والفندقية.
وقام التنظيم بضم الكليات منها «كلية الطب العامة، كلية طب الأسنان، كلية الصيدلة» لتكون خارج ما تسمى «ديوان التعليم»، وترتبط مباشرة بـما تسمى«ديوان الصحة»، وأصدر التنظيم قرارا بفصل الطلاب عن الطالبات، وتحديد عدد معين من الكليات للبنات، وهى التربية والدراسة المتعلقة بالطب، وأوقف التنظيم الجامعات الأهلية وفتح مواقع بديلة خارج سيطرة التنظيم.
وافتتح «داعش» كلية للطب بمدة دراسة 3 سنوات وفي محافظة الرقة معقل "داعش" في سوريا، وتشمل الجانبين النظري والعملي على ست مراحل، ووضع ديوان الصحة التابع للتنظيم شروط التقدم لكلية الطب التابعة له، أولها ألا يقل عمر المتقدم عن 18 عامًا، وألا يزيد على 30 سنة، وأيضًا أن يكون حاصلًا على شهادة الثانوية العامة (الفرع العلمي) بمعدل ٨٠٪ فأكثر، ومنح التنظيم تسهيلات للذين منعتهم «ظروف الحرب» من الحصول على الشهادة الثانوية بالتقدم لامتحان تنافسى، بشرط أن يكون معدله في الشهادة الإعدادية ٨٠٪ فما فوق.
ولفرض سياسة وأفكار "داعش"، قام عناصر التنظيم بسرقة وحرق مختبرات الجامعة التي كان فيها أهم المختبرات العلمية النافعة للمدينة وللعلم، وقتل عدد من الدارسين المعارضين للتنظيم، ففي ليبيا استولى على جامعة سرت فى ليبيا، التي كان يدرس بها 16 ألف طالب وطالبة من المسجلين فيها، كما أغلق كليات أخرى، منها كليات القانون واللغات والآداب والفنون، وغادر أغلب الطلاب سرت، وانتقلوا إلى كليات في بلدات وقرى صغيرة، بينما انقطع الآخرون عن الدراسة، وعلقت الدروس في جامعة سرت منذ أواخر 2015 لما توقف الأساتذة والطلاب عن دخول الجامعة.
وفرض التنظيم عدة تعليمات داخل الجامعة، أهمها أن المحاضرات كل أسبوع داخل مجمع «الحكمة»، حيث يلقى عناصر مما يسمى بـ«ديوان التعليم» الذي أنشأه في سرت، المحاضرات كل ثلاثاء أسبوعيا.
أما بخصوص التعليم غير الجامعي، قدر عدد الطلاب المسجلين في المدارس الآن نحو 600 ألف طالب وطالبة، من مختلف الفئات العمرية في كل من العراق وسوريا، في حين بلغ عدد المدرسين نحو 50 ألف مدرس ومدرسة.
بعد استيلاء التنظيم الوهابي على عدد كبير من مدارس ليبيا الابتدائية والإعدادية جعلها تابعة لإرادته بأمر مباشر لـ"ديوان التعليم"، وفرض مواد له فيها بالاتفاق مع إداراتها بعد تهديدهم، واعتمد أن 15 سنة كفيلة بأن تدخل جامعات التنظيم، حيث أصدر التنظيم تعليماته بتقليص سنوات الدراسة لتكون 9 سنوات بدلا من 12 سنة.
وفى إطار سيطرة التنظيم على المنظمة التعليمية أصدر منشورًا بمدينة «دير الزور» السورية مع بداية العام الدراسى الماضي، أكد فيه أن التعليم متاح للذكور فقط، وألزم أولياء الأمور بإرسال أبنائهم الذين في سن التعليم إلى هذه المدارس.
وخصص التنظيم قسمًا للأساتذة تحت عنوان «دليل المعلم»، وهو عبارة عن مجموعة توجيهات خاصة بالمعلمين والمدرسين عن كيفية تقديم المادة العلمية، وكذلك عما يطلبه منهم التنظيم من تثقيف حول السلوكيات أو الإرشادات التى يرغبون فى تطبيقها، ويوقع المدرسون المنضمون إلى النظام التعليمي التابع لـ«داعش» على وثيقة الاستتابة ضمن الأوراق المطلوبة للتوظيف، كما وجه عدة محظورات للمدرسين، منها عدم حلق اللحية بالشفرة، وإطالة بالبنطال.
وأنشأ التنظيم مدرسة تدعى «الجهاد» فى المناطق التى يسيطر عليها، وفيها يتم إجبار أطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات على رؤية مشاهد قطع الرؤوس وتعذيب الأسرى، إلى جانب خضوعهم لتدريبات قاسية على استخدام الأسلحة، كما يتم تلقينهم طريقة إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية المختلفة، كما تتم تهيئتهم لخوض أهوال الحروب والمعارك. المصدر: البوابة نيوز