"دليل الأمهات الجهاديات".. كتاب يطالب الأطفال بالانضمام لداعش
رصد "مرصد الأزهر" إصدارا إلكترونيا من تنظيم داعش الإرهابي يدعوا الأطفال إلى الهجرة والانضمام لصفوفه.
وقال المرصد إن الكتاب الإلكتروني يتناول تربية الأطفال وكيفية هِجرتَهم إلى بلاد داعش، حيث أصدر التنظيم كتابًا ادّعى أنه "دليلٌ للأمهات الجهاديات"، حول كيفية تربية الأطفال، وإعدادهم جيدا ليصبحوا مقاتلين في صفوف التنظيم.
وأطلق التنظيم على هذا الكتاب عنوانًا ذا مَعانٍ عميقةٍ لا يحمله الكثير من كتاباتٍ عديدةٍ أخرى، حيث يحمل اسم " دليلٌ للأمهات الجهاديات" ويَعتمد الكتاب لمؤلفته "أم عمارة المهاجرة" على أهداف "التنظيم الداعشي"؛ من بث الأفكار المتطرفة واقترانها بالدموية في تربية الأطفال.
وعلق المرصد على هذا الإصدار بأن مثل تلك الكتابات تكون مجالًا خصبًا لترويج الفكر المتطرف لدى الكثير من الأفراد، خاصّةً إذا تمّ تدعيمها بالكثير من الأفكار الجهادية المتطرفة، وصبْغ تلك الأفكار بالصبغة الإسلامية.
ونوه المرصد أن افتقاد المجتمع الإسلامي إلى الكثير من القِيَم الإنسانية ذاتِ الطابع الإسلامي، والبُعْد عن المنهاج القويم لكتاب الله وسنة رسوله، في التربية الصحيحة للأطفال؛ يؤدي بالكثير من الأفراد إلى البحث عن الطرق التي تساعدهم على تربية أطفالهم على المنهاج القويم، فيقع الكثير من الأفراد في براثن تلك الأفكار؛ لِيَجِدَ نفسَه يُربّي أطفاله على الفكر الداعشي.
وقد تطرّقت الكاتبة عبر كتابها إلى مشكلات ذاتِ صِبغةٍ اجتماعيّةٍ وأخلاقيّةٍ في آنٍ واحد، كما قدّمت حلولًا واقعيّةً من خلال عرْضها لنماذج، عما أسمته "أمهات في المهجر"، قد نجحن في تربية أطفالهم على منهاج التنظيم الإرهابي، على أن يكون ذلك المنهاج هو المنهاج القويم، وتعمل تلك النماذج على إيجاد الصور الحَماسيّة في كثيرٍ من نفوس الأفراد ممّا يعمل على سهولة ويُسْر استقطاب الأفراد للتنظيمات الإرهابية.
وشدد مرصد الأزهر الشريف، على أن هذا الإصدار يعد مدعاة للتربية المتطرفة، واقتران تلك التربية بأوامر الدين الإسلامي -كما يدّعون-أمر خطير جدا.
وحول موضوع الكتاب قال مرصد الأزهر أن الكاتبة تتحدث خلاله عن حياة الهجرة، مرورًا بالحياة الأُسرية والاجتماعية، والحضن الأول للتربية، حتى وصلت إلى بناء شخصيّةٍ مسلمةٍ مجاهدة، ثم اتخذت الكاتبة كلامها عن التربية من خلال صحيح الدين الإسلامي وسيلةً إلى بثّ الفكر المتطرف، من خلال التمهيد للقارئ بأن التربية الصحيحة هي التربية التي تَقترن ببعض القِيَم الإنسانية ذاتِ الصبغة الإسلامية مثل: الصدق والوفاء بالعهد..
وفى المقابل؛ نَجِدُ استنكار الكاتبة للقِيَم السلبية في المجتمع: كالكذب وعدم الوفاء بالعهد، وحثّها على القِيَم المتطرفة أثناء استعراضها للقِيَم الإيجابية؛ من خلال التزمت، والغلو في الحماس، والتمسك بأفكارٍ واجتهاداتٍ دينيّةٍ محددة؛ مؤدّاها رفْض الآخَر ومحاربته، انطلاقًا من رفْض عقيدته ومحاربتها، ويَقترن ذلك كله ببعض القِيَم والعبارات الجهادية الحماسية، والتي تُنشئ جيلًا مختلفًا يؤمن بالفكرة المتطرفة، ويدافع عنها بقوة السلاح ضدَّ مَن لا يؤمن بها ومَن يختلف معه فيها.
واختتم المرصد تعليقه على الإصدار الداعشي، قائلا: هكذا تنجح التنظيمات الإرهابية في استخدام الساحة الثقافية والوسائل الإعلامية لاستقطاب الأفراد إليها. المصدر: دوت مصر