على إثر تنفيذ بريطاني ينتمي لتنظيم داعش عملية انتحارية بتفجير سيارة ملغومة في قاعدة للجيش العراقي جنوب غربي الموصل تفجرت عدة فضائح تناولتها الصحف البريطانية، حيث كشفت التقارير الصحفية أن عازف الكمان السابق رونالد فيلدر الذي سمى نفسه جمال الدين الحارث إثر اعتناقه الإسلام في العشرينات من عمره عام 1994، وانضمامه لتنظيم داعش عام 2014، هو مواطن بريطاني ولد عام 1966 لأبوين مهاجرين من جامايكا، وغادر إلى باكستان عام 2001، وفي أوائل عام 2002 اعتقلته قوات خاصة أمريكية في أفغانستان وأودعته معتقل غوانتانامو للاشتباه في علاقته بحركة طالبان، وأطلق سراحه عام 2004 بعد ضغوط من حكومة توني بلير في ذلك الوقت، وحصوله على مليون جنيه استرليني بزعم أن ضباطا بريطانيين كانوا على علم أو تواطؤوا في المعاملة السيئة التي تعرض لها في المعتقل. صحيفة «ديلي ميل» نشرت صورة الإرهابي أبو زكريا البريطاني (جمال الدين الحارث) على الصفحة الأولى مبتسما وجالسا في سيارة تحيط به أسلاك قبل لحظات من هجومه الانتحاري. ومع الصورة نشرت الصحيفة تقريرا كتبه ثلاثة من محرريها تحت عنوان يقول «أيها الانتحاري الداعشي لقد دُفع لك مليون جنيه استرليني». وتتساءل الصحيفة بدهشة «كيف لمسلم بريطاني يحصل على مليون جنيه استرليني تعويضا بعد إطلاق سراحه من معتقل غوانتينامو أن يتسلل ويلتحق بالمتطرفين؟!!». ولم يكن هذا تساؤل الصحيفة وحدها بل تساؤل الملايين ممن تابعوا الخبر على صفحات الصحف. وتقول «ديلي ميل» بدلا من أن يقضي هذا الانتحاري سهرات الليل مع أصدقائه يذهب ويفجر نفسه داخل سيارة قرب الموصل!!. وأوضحت الصحيفة: إن جمال الدين الحارث تمكن من السفر والتسلل إلى سوريا والانضمام إلى تنظيم داعش رغم معرفة أجهزة الاستخبارات البريطانية بوضعه كسجين سابق، وامتلاكهم جميع المعلومات الأمنية عنه. صحيفة «ديلي تلجراف» هي الأخرى نشرت نفس الصورة للانتحاري المبتسم أبو زكريا البريطاني، وقالت: إنه حصل على مليون جنيه استرليني كتعويض لبقائه سنتين في معتقل غوانتينامو، وكتب جون سيمبسون تقريرا على الصفحة الأولى لصحيفة «التايمز» تحت عنوان «انتحاري تنظيم داعش يتقاضى مليون جنيه استرليني من أموال دافعي الضرائب البريطانيين». وذكرت الصحيفة: إن متحدثا باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قال: إنه لا يوجد تأكيد مستقل أن منفذ الهجوم هو أبو زكريا البريطاني، فيما قال مسؤولون بريطانيون: إن الاستخبارات البريطانية تعتقد بـ«ثقة كبيرة» أن الانتحاري هو المواطن البريطاني الذي كان معتقلا في غوانتانامو. كما نشرت صحيفتا «الغارديان» و«مترو» أن الداعشي مفجر السيارة تسلل بعد عقد من الزمان إلى سوريا لينضم إلى صفوف المتطرفين في تنظيم داعش، بعد حصوله على مليون جنيه من أموال البريطانيين. ونشرت صحيفة «الغارديان» تقريرا بعنوان: «الانتحاري جند عن طريق تنظيم داعش في 2013»، نقلت فيه عن زوجته أنه تم تجنيده بعد عشر سنوات من خروجه من معتقل غوانتنامو، وإن من جنده شخص يدعى رافائيل هوستي. وتقول: إنه لم يتبق الكثير من مبلغ المليون جنيه استرليني التي حصل عليها زوجها كتعويض عن مدة حبسه في غوانتنامو. كما أنها تصفه بأنه كان إنسانا مسالما لكنه تغير كثيرا بسبب المعاملة الوحشية غير الإنسانية التي تعرض لها خلال اعتقاله في غوانتانامو. المصدر: جريدة عمان