هل استغل "داعش" العاصفة لاستقدام عناصر جديدة لسيناء؟
رجحت مصادر قبلية أن يكون تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، قد استغل العاصفة الجوية التي ضربت مصر وشبه جزيرة سيناء، خلال الأسبوعين الماضيين، لاستقدام عناصر جديدة للنشاط في صفوفه في سيناء.
وأوضحت المصادر، التي تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن التنظيم ربما استغل الأجواء وانخفاض مستوى الحراسة على الحدود الشرقية والغربية لسيناء، في مساعدة عناصر جديدة للوصول إلى مناطق سيطرته. وبحسب المصادر، فإن عدداً من المتسللين وصلوا من المحافظات المصرية الأخرى عبر قناة السويس والثغرات التي تحدثها الأحوال الجوية في تلك المناطق.
ويحاول التنظيم الإرهابي من خلال هذا الاستقدام تعويض الخسائر البشرية التي مُني بها خلال الأشهر الأخيرة نتيجة العمليات العسكرية في محافظة شمال سيناء، والتي خسر فيها الجيش المصري أيضاً العشرات من الضباط والمجندين في سلسلة من الهجمات الدموية التي شنّها التنظيم ضد قوات الجيش والأمن المصريين.
ويعتمد تنظيم "ولاية سيناء" في تركيبة عناصره على القادمين من مناطق داخل مصر وخارجها. ولطالما نعى "ولاية سيناء" العشرات من المقاتلين الأجانب الذين قتلوا خلال هجمات للتنظيم ضد قوات الجيش والشرطة، أو في قصف جوي ومدفعي ضد مناطق التنظيم في مدن رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد.
ومن شأن حضور المزيد من المقاتلين الجدد إلى سيناء زيادة العدد البشري للتنظيم، وهذا ينعكس بشكل مباشر على مستوى الهجمات التي ينفذها التنظيم ضد قوات الأمن خلال الفترة المقبلة. ويُقدّر عدد أفراد التنظيم في سيناء بالمئات، وازدادت هذه الأعداد بشكل كبير عامي 2015 و2016، في أوج قوة التنظيم الأم في سورية والعراق، وقام بتنفيذ مئات الهجمات المسلحة على مدار السنوات الماضية.
وكان آخر هجوم للتنظيم وقع ليل الأربعاء الماضي، في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء. وقالت مصادر قبلية وشهود عيان لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات عنيفة وقعت ليل الأربعاء - الخميس بين قوات الجيش المصري وتنظيم "ولاية سيناء" في رفح، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من العسكريين. وأضافت المصادر ذاتها أن الهجوم بدأ بإطلاق قذائف هاون على عدد من النقاط العسكرية لقوات الجيش في المدينة، تبعه هجوم مسلح على عدد من النقاط بالأسلحة الثقيلة. واستمرت الاشتباكات لأكثر من ساعة، فيما نقل الجيش المصري تعزيزات عسكرية كبيرة من معسكر الساحة وسط رفح لفك الحصار عن النقاط المحاصرة.
سبق ذلك قيام التنظيم بمحاولة اغتيال مأمور قسم شرطة بئر العبد، العقيد وائل بهجت، مساء السبت الماضي، في أول هجوم مسلح نفذه التنظيم في قلب مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تم اتخاذها أخيراً في سيناء، وفي مدينة بئر العبد خصوصاً، بعد انتشار مجموعات التنظيم الإرهابي في مناطق واسعة على أطراف المدينة، واستهدافه قوات الأمن والمتعاونين معها. وجاءت هذه الهجمات بعد تسريبات إعلامية عن مصادر أمنية في سيناء ذكرت أن قوات الجيش والشرطة تمكنت من تنفيذ ضربات قاصمة للتنظيم في نطاق بئر العبد، في أعقاب استهدافه عدداً من المدنيين المتعاونين مع الأمن، وتهديده العشرات بالقتل في حال استمرارهم بالعمل مع قوات الجيش والشرطة.