بث تنظيم داعش سيناء، مساء الأربعاء، فيديو جديد يقوم فيه بإعدام منشق عن التنظيم بتهمة تهريب أسلحة وعتاد لحركة حماس، متوعداً الحركة والمنشقين عنه بالقتل.
وتضمن الفيديو الذي أطلق عليه عنوان "ملة إبراهيم"، مشهداً يظهر فيه القاضي الشرعي للتنظيم، كاظم المقدسي، والمعروف بكاظم الغزاوي، وهو يصدر حكماً بالإعدام لأحد عناصر التنظيم ويدعي موسى أبو زماط.
وقال المقدسي: "اليوم سننفذ حكم الإعدام على أحد المرتدين لتهريبه سلاح لكتائب عز الدين القسام وعشرات الأفراد من منطقة العريش لقطاع غزة". ونفد حكم الإعدام شاب من عناصر حركة حماس، انشق عن الحركة وانضم لداعش حيث أخرج مسدسه وقتل أبو زماط.
من جانبها، كشفت مصادر قبلية ومصرية لـ"العربية.نت" أن من أطلق النار على أبو زماط، يدعى محمد الدجني، نجل أنور أبو راشد الدجني، القيادي البارز في حركة حماس، والمسؤول عن ملف الجرحى في غزة، مشيرة إلى أن خطيب الفيديو والذي أعطى الأمر بالقتل يدعى حمزة الزاملي من غزة. من جهته، قال الباحث في شؤون الحركات والجماعات الإسلامية، منير أديب، لـ"العربية.نت"، إن الفيديو يؤكد وجود انشقاقات في تنظيم "داعش".
كما لفت أديب إلى أنه على ما يبدو أن الفيديو وقع منذ شهر وأن غرض بثه في هذا التوقيت هو توجيه عدة رسائل لحماس خاصة بعد توقيع المصالحة مع فتح والالتزام من جانبها بتعهداتها مع الأجهزة الأمنية المصرية بضبط الحدود ومنع تسلل المقاتلين والإرهابيين من قطاع غزة وعبر الأنفاق إلى سيناء.
وأضاف أن الحركة التزمت بتعهداتها مع مصر وقامت بإبلاغ الجانب المصري عن قيادي بارز بالحركة انشق عنها وانضم لـ"داعش" كما كشفت لمصر عن إمكانيات هذا القيادي وقدراته العسكرية، ثم قامت بمحاصرة عدد من الإرهابيين كانوا يتدربون في القطاع وينوون الهروب لسيناء وتمكنت من ضبطهم.
وأشار إلى أن الخلاف بين حماس و"داعش" عقائدي وإيديولوجي وتوارى في الفترة ما بين عامي 2013 و2017 عقب عزل الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، حيث حدثت توأمة بين الحركات الإرهابية في قطاع غزة وحماس التي كانت متضامنة مع مرسي وجماعة الإخوان في مصر، وتُركت هذه التنظيمات الإرهابية على أرض القطاع سواء للتدريب أو الاختفاء والهرب من الملاحقات الأمنية المصرية.
وقال الباحث المصري إن الانشقاقات ستتوالى في "داعش"، حيث بدأت قبل أسابيع وستستمر بعد أن قامت جماعة "جند الإسلام" بتبني عملية عسكرية ضد مجموعة من عناصر "داعش" في سيناء في عملية أطلقت عليها اسم "صيال خوارج البغدادي" داعية 4 من قادة "داعش سيناء" لتسليم أنفسهم إلى الجماعة في أقرب وقت قبل تنفيذ الحكم فيهم.