القاهرة - أشرف عبد الحميد بعد الهجمات الأخيرة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" (والذي يعتبر فرع تنظيم "داعش" بسيناء) ضد النقاط الأمنية وارتكازات الجيش المصري في الشيخ زويد ورفح، طُرح سؤال أرق تفكير السلطات المصرية، وهو "كيف يتزود التنظيم الإرهابي بالعتاد والسلاح بل الأفراد في ظل التضييق والخصار الأمني المفروض من جانب الجيش والأجهزة الأمنية لتجفيف منابع ومصادر التنظيم؟". وأكد خبراء أمنيون أن السلاح الذي يستخدمه تنظيم "أنصر بيت المقدس" وصل إليه من إحدى الدول العربية المجاورة لمصر، وخاصة في الفترة التي تلت ثورة 25 يناير، فضلا عن تدفق كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، ومنها أسلحة ثقيلة ومدافع طائرات وقاذفات، إبان فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث وصلت هذه الأسلحة لسيناء عن طريق الأنفاق. ويؤكد اللواء هشام الحلبي، الخبير العسكري والمستشار في "أكاديمية ناصر العسكرية، لـ"العربية.نت"، أن "العناصر المتطرفة والإرهابية تصل لسيناء وتنضم لأنصار بيت المقدس عبر الأنفاق، والتي نجحت مصر في هدم الكثير منها ولكن ما زال بعضها قائما ولكنه غير معروف للأجهزة الأمنية ولم يتم تدميره بعد"، مضيفا أن "نسبة كبيرة من العناصر الإرهابية الموجودة بسيناء والتي شاركت في الهجمات الأخيرة من جنسيات أجنبية تم تهريبها لمصر عبر الأنفاق". وقال الحلبي إن "إحدى الوسائل التي يلجأ إليها التنظيم الإرهابي لضم مقاتلين جدد هو تجنيد واستقطاب بعض السكان المحليين في سيناء والذين يعتنقون أفكارا متطرفة"، موضحا أن "هؤلاء يشكلون حاضنة للتنظيم وعناصره ويمدونه بالمأوى ووسائل الإعاشة". وأشار الحلبي إلى أن "الجيش المصري تنبه مبكرا لمشكلة الأنفاق ولذلك لجأ لتدميرها وفرض منطقة عازلة وآمنة. وفور اكتمالها ستختفي هذه المشكلة نهائيا"، نافيا وصول الإرهابيين لسيناء عبر قوارب مطاطية قادمة عبر البحر من غزة ولبنان. واعتبر الخبير العسكري المصري أنه "لا يمكن فصل ما يحدث في مصر عموما ولا في سيناء خصوصا عن الإرهاب في العالم وفي المنطقة. ولو نظرنا لتقرير وزارة الخارجية الأميركية الذي صدر في يونيو 2015 سنجده يعطي صورة واضحة عن الإرهاب في عام 2014، حيث أكد أن عدد الهجمات الإرهابية بلغ 13 ألفا و463 هجوما بزيادة 35% عن عام 2013 وسقوط 32 ألفا و700 قتيل بزيادة 81% عن عام 2013 فيما بلغت نسبة التفجيرات 54% والاعتداءات المسلحة 23% وأخذ الرهائن 10% والقتل والاغتيالات 6%". وأضاف أنه "في أواخر ديسمبر 2014 سافر حوالي 16 ألف مقاتل أجنبي إلى المنطقة، وهو ما يزيد على معدل أولئك الذين سافروا إلى أفغانستان أو باكستان أو العراق أو اليمن أو الصومال في أي مرحلة في الـ20 عاما الماضية، ولذلك يجب أن نفهم أن التنظيمات الإرهابية لا تعمل بمفردها بل تحركها مخابرات دول معادية تهيئ لها المال والتنقل والتسليح والتدريب من أجل زعزعة استقرار الدول وخلق قلاقل واضطرابات بها". المصدر: قناة العربية