أبو صيّاح فرّامة: من «بسكليتاتي» إلى «أمير» على الحجر الأسود!
لمع نجم أبو صياح طيّارة، الملقّب بـ«فرّامة»، الذي كان «بسكليتاتياً» (مصلّح دراجات هوائية) في يلدا، بعد تنصيبه «أميراً داعشياً» على الحجر الأسود. الرجل لا يزال يطمح لتوسيع حدود «إمارته» لتضم مخيّم اليرموك
قبل أيام، تحوّلت منطقة الحجر الأسود الصغيرة فجأة إلى «إمارة» إسلامية لـ«داعش»، «أميرها» أبو صياح طيّارة الذي لقّب نفسه بـ«فرامة» بعيد حمله للسلاح مع «داعش». يصفه أبناء منطقته في بلدة يلدا (الريف الجنوبي) بأحد «زعرانها». يروي مصدر من يلدا لـ«الأخبار» عن تاريخ الرجل: «أبو صياح هو من منطقة يلدا، كان يعمل في إصلاح الدراجات الهوائية.
انضمّ إلى داعش في وقتٍ مبكر، تحوّل بعد ذلك إلى مكتب متنقل لتطويع المسلّحين في داعش، بواسطة أمواله الكثيرة والحاضرة دوماً». تربط «الأمير» وزعيم تنظيم «أبابيل حوران»، أبو توفيق شكري، علاقة قوية، ومن المرجّح بحسب المصدر، أن يكون «فرّامة» قد استقطب أبو توفيق مالياً ليكون سنداً وحماية له من التنظيمات المسلّحة العديدة التي تناصب «الداعشيين» العداء في مختلف أرجاء الريف الجنوبي. يقول المصدر: «يوم بدأت الحرب بين التنظيمات المسلّحة وداعش في الريف الجنوبي، ألقى مسلّحو يلدا القبض على أبي صياح، وعلى الفور جاء أبو توفيق شكري للتوسّط لإخراجه من الأسر، مقابل التعهد بعدم مهاجمة مسلّحيه يلدا مرّة أخرى». بعدها انتقل «فرّامة» إلى الحجر الأسود، حيث استقبله مسلّحو «داعش» استقبال الأبطال، ليبدأ بعدها من هناك بـ«التفاوض مع زعامات وسطى وصغيرة من مختلف التنظيمات الإسلامية، لحضّهم على مبايعة داعش». ويضيف: «تنظيم أبابيل حوران، المفلس مالياً، كان فريسة سهلة لجهود أبي صياح في استقطابهم؛ فمعظم أفراد هذا التنظيم، الذين كانوا قد لجأوا في وقت سابق إلى سرقة العفش كي يمولوا أنفسهم، وافقوا على الانضمام إلى تنظيم أبو صياح، الذي يغدق المال دون حساب على مقاتليه». وقبيل إعلان «الإمارة»، بلغ تعداد مسلّحي «داعش» في الحجر الأسود، «ما يقارب الألف مسلّح، معظمهم من المنطقة، قام أبو صيّاح بتجميعهم من التنظيمات الصغيرة المتناثرة في الريف الجنوبي، التي بدأت تتبخّر على حساب توسّع داعش في الحجر الأسود».
لم يبقَ في محيط الحجر الأسود من منافسين «ثقال» لـ«داعش» سوى «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدّس» في مخيّم اليرموك، يرجّح المتابعون أن الإعلان عن «الإمارة»، الذي هو إجراء شكلي بحت، يأتي في إطار محاولة استقطاب هذين التنظيمين؛ فـ«الأمير» يسعى من خلال ذلك إلى إغواء مسلّحيهما للتكتّل معه في شكل تنظيمي جديد تمثّله «الإمارة» الجديدة في تلك المنطقة. يؤكّد مصدر فلسطيني من داخل مخيّم اليرموك أن «العلاقة بين داعش في الحجر الأسود والنصرة والأكناف في اليرموك ودّية بامتياز، وتتضمّن تواصلاً واسعاً بين الطرفين يصل في بعض الأحيان إلى درجة التنسيق الأمني». «الودّية» التي يبديها «الأمير» الجديد تجاه التنظيمين المتشدّدين لها وظيفة محدّدة، بحسب المصدر: «يجول في خاطر الداعشيين في الحجر الأسود توسيع حدود إمارتهم إلى مخيّم اليرموك؛ فبدلاً من خوض الاشتباكات مع التنظيمات المنتشرة فيه، يجري العمل على شرائها لتبايع داعش ولتكون الإمارة قد توسّعت من تلقاء نفسها». وعلى النقيض من العلاقة الودية مع «النصرة» و«الأكناف»، تبدو العلاقة شائكة مع «جيش الإسلام» الذي ينتشر في الأجزاء الشرقية من الريف الجنوبي، في أطراف يلدا وببيلا وبيت سحم، حيث تتجدّد المواجهات التقليدية بين الطرفين من حين لآخر، يعزو المصدر ذلك إلى «أن هذه المواجهات غالباً ما يبادر إليها مسلّحو جيش الإسلام، لكون الخوف من ابتلاع داعش لحلفائهم الواحد تلو الآخر لا يفارقهم». المصدر: جريدة الأخبار