«داعش» ينذر من تبقى من المسيحيين في الرّقة بدفع الجزية أو المغادرة
أنذر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب(داعش)، والذي يسيطر على كامل محافظة الرقة شمالي سوريا بشكل فعلي منذ كانون الثاني/ يناير العام الحالي، من تبقى من المسيحيين والأرمن في مدينة الرقة بدفع الجزية أو مغادرتها. وقال أحد أهالي مدينة الرقة ولقب نفسه بـ «أبو ساكو» في حديث لـ «القدس العربي» إن «عناصر تابعين للتنظيم أبلغوا العائلات المسيحية والأرمنية الموجودة في الرقة بوجوب دفع الجزية للتنظيم أو الخروج منها». وأضاف أن المبلغ الموجب دفعه على كل عائلة 60 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 535 دولارا أمريكيا في العام، وأن مدة تنفيذ دفع الجزية تبدأ من تاريخ 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وفي حال تخلفت إحدى العائلات عن الدفع سيتم طردها خارج المدينة والاستيلاء على ممتلكاتها. وأشار أبو ساكو إلى ان عدد العائلات المسيحية في عموم الرقة كان يزيد عن الــ1500 عائلة قبل سيطرة التنظيم عليها، أما في الأيام الأخيرة فإن عدد من تبقى من العائلات لا يتجاوز الــ25 عائلة فقط، وذلك لعدم قدرتهم على ترك المدينة، ولأنهم الأكثر فقرا على الإطلاق. وأكد أبو ساكو ان الأمر الذي أثار مخاوف المسيحيين وقلقهم في مدينة الرقة كان منذ أيلول/سبتمبر 2013 حين قام عدد من عناصر تتبع لتنظيم «داعش» بالدخول إلى كنيسة البشارة وكنيسة الشهداء في مدينة الرقة، وكسروا الصلبان، وجمعوا كل ما فيهما من صور وصلبان وقاموا بإحراقها، كما رفعوا راية التوحيد «العقاب» بدلاً من الصليب. وبين أن بعض الناشطين المدنيين خرجوا حينها بمظاهرة تستنكر هذا العمل الذي وصفوه بالمشين، وحملوا الصليب على أكتافهم في المظاهرة التي جابت شوارع المدينة، وهتفوا بهتافات مناهضة للتنظيم مطالبين بخروجه منها. يشار إلى أن فرض الجزية على مسيحيي الرقة ليس بالأمر الجديد، ولكن ما جعل التنظيم يتراجع عن تطبيق دفع الجزية في الرقة بعد الإعلان عنها في عام 2013، هو قلة عدد العائلات المتبقية في الرقة، والتي لا تملك القدرة على دفع المبلغ المطلوب. فقد جاء في البيان الذي نشر عبر حساب «ولاية الرقة» الرسمي على «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي، وسمي البيان بـ «إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها»، جاء فيه أن «عدداً من نصارى ولاية الرقة راجعوا إمارة الدولة الإسلامية بعد إعلان تحكيم الشريعة الإسلامية فيها». وأوضح البيان أن عليهم أن «يختاروا أحد البنود الثلاث، وهي الدخول في دين الإسلام، وإن اختاروا البقاء على دينهم فيدفعون الجزية ويخضعون لحكم الشريعة الإسلامية، وإن أبوا فهم محاربون وليس بينهم وبين الدولة الإسلامية إلا السيف، وكان الذي اختاروه أن يدفعوا الجزية». وحدد البيان حجم الجزية المفروضة على كل ذكر بالغ بـ «أربعة دنانير من الذهب (4.25 غرام من الذهب الصافي عيار 24 قيراطا) على أهل الغنى (364 دولارا ،حوالى 56 ألف ليرة سورية)، ونصف ذلك على متوسطي الدخل، ونصف ذلك على الفقراء منهم، ولهم أن يدفعوا على دفعتين في السنة». والجزية في الإسلام هي قدر من المال يدفعه من هو قادر على القتال من غير المسلمين «أهل الذمة» مقابل حمايتهم، ويعفى منه الكهول والنساء والأطفال والعجزة والمعاقون والذين يقاتلون في صفوف المسلمين. الجدير بالذكر أن التنظيم قام بتهجير 100 ألف مسيحي من نينوى في العراق بعد سيطرته، والتي تعتبر من اكبر المراكز لتجمع المسيحيين، وتبقى في العراق حاليا نحو 400 ألف مسيحي، فيما كان عددهم قبل الحرب الأمريكية على العراق عام 2003 نحو 1.5 مليون مسيحي. المصدر: القدس العربي