"لا تدريس للمناهج في المدارس غير المناهج المعتمدة من وزارة التربية السورية" هذه العبارة رددها كثيرا عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( اركان الشوفي ) رئيس مكتبي التربية والطلائع القطري خلال زيارتها للحسكة مطلع الاسبوع الجاري ، ونحن مستعدون لاغلاق المدارس في حال تم مخالفة تعليمات وزارة التربية من أي طرف كان".
البعض اعتبر الكلام نظريا لان الواقع يختلف بشكل كامل ... فالكرد ادخلوا مناهج خاصة للصف الاولى الابتدائي في المدارس الواقعة تحت سيطرة الادارة الذاتية، ويقومون باعطاء مادة اللغة الكردية في المناطق الممتدة من راس العين غربي الحسكة وصولا الى المالكية في الشمالي الشرقي ، بالمقابل داعش تفرض شروطها والمدارس لم يتم افتتاحها في مناطق سيطرتها حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري وبشروطها الخاصة التي شملت الكادر التربوي والمناهج وهذا الاجراء يطبق على المدارس الواقعة في ( جبل عبد العزيز – الشدادي – مركدا – الهول – العريشة – تل براك – تل حميس ) .
وحسب بيانات مديرية التربية التي حصلت (اسيا ) على نسخة منه فان عدد المدارس الواقعة خارج السيطرة بلغ ٧٥٤ مدرسة بين اساسي وثانوي ومهني موزعة على مناطق (مركدا – تل براك – العريشة – الشدادي – تل حميس – الهول ) وتضم هذه المدارس ٦٨٧٤٢ طالبا وتلميذ يشرف عليهم ٣٢٣٦ موظفا بين كادر تربوي واداري ، وحسب مديرو المجمعات التربوية في هذه المناطق فان داعش تقوم بفرض شروط عليهم وتهديد ووعيد بتطبيق الحدود اذا لم يتم الالتزام ، عداك عن عمليات التخريب التي طالت مستلزمات العملية التربوية في ريف الحسكة ، فداعش فرضت اللقاءات الشرعية للمعلمين وحذفت ابحاث من مادة التاريخ وقامت بالغاء مادة التربية القومية وتعديل ابحاث التربية الدينية وفصل الذكور عن الاناث على ان يبدء دوام الاناث بعد شهر من دوام الذكور وتهديد الكادر بالالتزام بهذه التعليمات ريثما تقوم داعش بتاهيل كادر خاص بها امام هذا الواقع قام عدد من مديروا المدارس بتسليم مفاتيح المدارس والاختام لمديرية التربية وحاليا العمل متوقف بهذه المدارس ريثما يبت في الامر ، حيث اقدمت مديرية التربية على نقل بعض تلاميذ المدارس القريبة الى المدينة وعدد من الكادر الغير قادر اساسا للذهاب الى مناطق داعش كون غالبيتهم مطلوبين الامر الذي انعكس سلبا على المدارس في المدينة لدرجة دخول معلمين اثنين الى الصف الواحد وكادر رديف موجود في المدرسة.
هذا الواقع بالنسبة لمدارس الريف الجنوبي في المحافظة اما بالنسبة لمدارس المناطق الشمالية فالكادر الاداري يلاقي صعوبات كبيرة تعترض العملية التربوية فهيئة التربية في الادارة الذاتية الزمت المدارس بمنهاج الصف الاول وتدريس اللغة الكردية وكل من يعترض على هذا الواقع قد يواجه المشاكل وشروط كثيرة يريدون تطبيقها في المدارس كالغاء ترديد الشعار الوطني ورفع اعلامهم الخاصة على المدارس ولسان حالهم ( الامور تغيرت ونحن من نحكم على الارض ونفرض مناهجنا شاء من شاء وابى من ابى " .
مديرة التربية بالحسكة " الهام صورخان " في تصريح ( لاسيا ) قالت ان مديرية التربية في المحافظة حريصة على عدم اغلاق أي مدرسة وككادر تابع لمديرية التربية لن يعمل سوى بالمناهج المقرة من وزارة التربية واي مخالفة للتعليمات الوزارية قد يكون هناك اجراءات نتخذها بوقتها المناسب ، مؤكدة على ان عدد كبير من المدارس سلمت الاختام الخاصة بها لمديرية التربية لعدم العبث بها من قبل داعش والواقع التربوي في ريف الحسكة الجنوبي يتم دراستها حاليا في ضوء المعطيات الجديدة واصفة الوضع في تلك المدارس بالسيء للغاية ولكن هذا الواقع والامر بالنهاية سينعكس سلبا على جيل كامل .
وبما يخص المنهاج الكردي واللغة الكردية قالت " صورخان " ان أي مناهج غير مناهج وزارة التربية لن يتم الاعتراف بها والمديرية في المحافظة ستطبق التعليمات الوزارية داعية لوقف هذا الاجراء من قبل الادارة الذاتية مناشدة كافة الجهات (المعنية والمختصة ) للتعاون مع مديرية التربية لانهاء هذه المسائلة كونها ستؤثر بشكل مباشر على استقرار العملية التدريسية وعلى التلاميذ لان التربية ملتزمة بشكل مطلق بتعليمات وزارة التربية والامتحانات النصفية والانتقالية والشهادة ستكون وفق مناهج وزارة التربية حصرا .
وفي وقت سابق قال رئيس هيئة التربية والتعليم بالادارة الذاتية " صالح عبدو " ( لاسيا ) ان الكرد من حقهم تدريس اللغة الكردية الى جانب اللغة العربية ، مؤكدا على إن كافة المدارس الواقعة ضمن أراضي الإدارة الذاتية ملتزمة بتدريس اللغة الكردية بمعدل حصة واحدة وعلى علم كافة الجهات وسيتم تطبيق مناهج الصف الاول في المدارس وتوزيع المناهج على المدارس .
وفي محافظة الرقة ذكر مصدر محلي من داخل المدينة ( لآسيا ) إن المدارس في مدينة الرقة باشرت عملها والتحق قسم من التلاميذ والطلبة ووفق الشروط التي حددتها داعش وحاليا يتم تدريس خمسة مواد فقط ( العربي – الانكليزي – الرياضيات – الجغرافيا والعلوم ) وباللباس الشرعي حصرا ، منوها إلى إن داعش قامت باختبارات للمعلمين والمعلمات بعد إخضاعهم لدورات شرعية وتضمنت عدد من الأسئلة التحريضية الجهادية تطبيق الحدود الشرعية .
مؤشرات عدة تشير الى تدهور الواقعة التربوي في المحافظات الواقعة شرق سورية ( الحسكة – الرقة – دير الزور ) من خلال فرض المناهج جديدة ونسف مناهج وزارة التربية وتنفيذ عقوبات قاسية تصل الى قطع الراس للمخالفين في عدد من المناطق وفي مناطق اخرى قد يتعرض الكادر للاهانة والضرب والاعتقال ان دعت الحاجة وبين المناهج والتخريب والتعليمات والقرارات يبقى مصير الالف من التلاميذ والطلاب معلق الى اجل غير مسمى والخوف الاكبر من تاثيرات المناهج الجديدة التي قد تفرض على جيل كامل يظهر خطرها مستقبل . المصدر: جبهة الإنقاذ السورية