بات السؤال عن السر الكامن وراء ظاهرة تنظيم داعش هو الشغل الشاغل لا سيما بعد امتداد نفوذ التنظيم بين عدة مناطق بين سوريا والعراق وحتى بعض المناطق اللبنانية والإعلان عن إسقاط الحدود بين سوريا والعراق، وإعلان ما يسمى بـ "دولة الخلافة" وتعيين ابو بكر البغدادي خليفة للمسلمين على حد قولهم.
في هذا السياق برزت المعلومات التي تم تداولها مؤخرا بأن داعش هو صنيعة استخباراتة غربية تسعى لإقامة كانتونات طائفية ما يبرر قيام دولة يهودية في فلسطين، وفي جديد المعلومات والبحث عن الخفايا الكامنة وراء التنظيم الإرهابي جاء كلام وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتابها "خيارات صعبة" ، حيث فجرت مفاجأة عندما اعترفت بأن الادارة الاميركية قامت بتأسيس ما يسمى بتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" "داعش" ، لتقسيم منطقة الشرق الاوسط .
وقالت في كتاب مذكراتها الذي صدر مؤخرا: "دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وكل شيء كان على ما يرام وجيد جدا وفجأه قامت ثورة ٣٠ / ٦ - ٣ / ٧ في مصر وكل شيء تغير خلال ٧٢ ساعة" وأضافت: تم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامية يوم ٢٠١٣/٧/٥ ، وكنا ننتظر الاعلان لكي نعترف نحن واوروبا بها فورا" .
وتابعت تقول " كنت قد زرت ١١٢ دولة فى العالم.. و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء بالاعتراف بـ"الدولة الاسلامية" حال اعلانها فورا وفجأة تحطم كل شيء" ، وأضافت: "كل شيء كسر امام اعيننا بدون سابق انذار، شيء مهول حدث، فكرنا فى استخدام القوة ولكن مصر ليست سوريا او ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده ابدا".
كما تقول كلينتون " اذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، واذا تركنا مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والاسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الاخوان عن طريق مايسمى بـ «الدولة الإسلامية» وتقسيمها ، كان بعد ذلك التوجه لدول الخليح الفارسي وكانت اول دولة مهيأة الكويت عن طريق اعواننا هنا , من الاخوان فالسعودية ثم الامارات والبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالكامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي وتصبح السيطرة لنا بالكامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية واذا كان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".
كلام كلينتون سبقه تصريحات للموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن الذي كشف ان "الوكالة الأميركية وبالتعاون مع نظيرتيها البريطانية (MI٦ ) ووكالة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) مهدت لظهور "داعش".
وقال سنودن إن الاتفاق كان بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والموساد الإسرائيلي من أجل تكوين تنظيم متطرف في الشرق الأوسط، يكون قادرا على جذب المتطرفين حول العالم إلى هذه المنطقة، مشيرا إلى أن هذه الخطة كان يطلق عليها "عش الدبابير".
وقال سنودن إن "الحل الوحيد لحماية أمن إسرائيل هو خلق تنظيم يدعي بأنه يعادي إسرائيل ولكن يوجه أسلحته ضد الدول المسلمة التي تعارضها"، ولفت الى ان "أمير التنظيم أبو بكر البغدادي تم تكوينه عسكريا لمدة سنة على أيدي عملاء الموساد، اضافة الى تلقيه دروس فى الخطابة والدين". المصدر: جبهة الإنقاذ السورية