منظمة حظر الكيميائي تثبت احتواء عبوتين للإرهابيين في جوبر على السارين
كشفت مصادر مطلعة في دمشق لـ"الوطن" أن فريق تفتيش من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية زار سورية منتصف الجاري، وأثبت بعد التحري الدقيق احتواء عبوتين مصنوعتين بشكل بدائي، ضبطتا في مستودع للمجموعات الإرهابية في جوبر، أنهما تحتويان على مادة السارين السامة.
واتهمت المصادر كلا من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر fتزويد المجموعات الإرهابية بالغازات السامة لاستخدامها ضد المدنيين والقوات المسلحة السورية بهدف اتهام الحكومة السورية.
وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها: إنه في الرابع والعشرين من آب عام 2013، تعرض بعض عناصر أحد تشكيلات الجيش العربي السوري لاعتداء إرهابي بمواد سامة خلال تصديهم لمجموعات مسلحة في حي جوبر بمدينة دمشق، حيث استخدم الإرهابيون قنابل تحتوي على غازات سامة.
وتابعت المصادر: في المكان نفسه، ضبط الجيش السوري في مستودع للمجموعات الإرهابية عبوتين معدتين للتفجير تحتويان على سائل ومغلقتين بإحكام مع مفجر، وهما مشابهتان لعبوات تم استخدامها ضد الجنود السوريين في الحي المذكور.
وأوضحت المصادر لـ"الوطن" أنه تم إطلاع فريق بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية برئاسة ايك سلستروم على هاتين العبوتين وما تم جمعه من عينات أخرى خلال زيارة البعثة إلى سورية في أيلول 2013، وجرى الكشف عليهما من دون تحديد المادة التي بداخلهما.
وأضافت: قامت دمشق بمخاطبة مدير عام المنظمة أحمد أوزومكو وإعلامه عن هاتين العبوتين في تشرين الأول 2013، وطلبت من أوزومكو إرسال فريق فني متخصص للكشف عليهما وتحليل السائل الذي بداخلهما، وتأخر وصول الفريق فحضر إلى دمشق خلال الفترة ما بين 10-15 حزيران الجاري وقام بالتحري عن محتويات هاتين العبوتين وتبين للفريق، بعد التحليل المخبري الدقيق، أنهما تحتويان على مادة السارين (GB)، وهي مادة سامة خطيرة.
وأكدت المصادر أن مواصفات العبوتين تدل، بشكل لا يقبل مجالاً للشك، أنهما مصنوعتان بشكل بدائي وكانتا مخصصتين للاستخدام ضد المدنيين وعناصر الجيش السوري، وهي تماثل العبوات التي استخدمها الإرهابيون في حادثة 24 آب 2013 في حي جوبر.
وكانت الحكومة السورية قد طلبت من "بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في الجمهورية العربية السورية" التحقيق الفوري بحادثة 24 آب بحق المدنيين والقوات المسلحة في عدة مناطق ومنها حي جوبر، وأكدت نتيجة التحقيقات وأنشطة تقصي الحقائق التي أجرتها البعثة خلال زيارتها إلى دمشق ما بين 25-29 أيلول الماضي، عبر التقرير الصادر عنها في كانون الأول 2013 أن غاز السارين استخدم في حي جوبر بتاريخ 24 آب، وأن العبوات التي تم استخدامها ضد الجيش السوري هي العبوات نفسها التي تم ضبطها في مستودعات المجموعات الإرهابية.
وبحسب المصادر المطلعة، فإن ما سبق هو دليل آخر على أن المجموعات المسلحة هي التي استخدمت المواد السامة في الغوطة الشرقية بتاريخ 21 آب 2013 من أجل إيجاد المبررات والذرائع لأميركا وحلفائها لشن عدوانها على سورية.
وقالت المصادر: رغم اطلاع معظم الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، على نتائج الاختبارات التي أجراها فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على العبوتين المذكورتين في الاجتماعات الرسمية للمنظمة والإعلان عن احتوائهما لغاز السارين، إلا أن تلك الدول لم تبد أي ردة فعل أو تعليق عليها، وفي الوقت نفسه، عملت تلك الدول على اتهام الحكومة السورية باستخدام غاز الكلور في بعض المناطق السورية من دون انتظار استكمال التحقيقات بهذه الادعاءات، ولاسيما أن سورية رحبت بتشكيل بعثة تقصي حقائق من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقدمت لها كل أشكال التعاون والتسهيلات.
ورأت المصادر أن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر لم تكتف بعدوانها المستمر ضد سورية، وخاصة عبر ما تقدمه من دعم مالي وسياسي وعسكري لمجموعات إرهابية مسلحة تمثل أذرعاً لتنظيم القاعدة، بل عملت على تزويد تلك المجموعات بالغازات السامة المحرمة دولياً من أجل استخدامها ضد المدنيين والقوات المسلحة السورية بهدف اتهام الحكومة بهذه الجرائم وإيجاد ذرائع لتبرير شن عدوان ضد سورية.
وبينت المصادر أنه تتكشف في كل يوم حقائق جديدة تثبت، بشكل قاطع، التورط المباشر الأميركي التركي السعودي القطري الفرنسي، عبر أدواتهم من المجموعات الإرهابية، بجرائم استخدام الغازات السامة في أكثر من منطقة في سورية، ويكفي أن نراجع في هذا المجال ما كتبه صحفيون وكتاب معروفون عالمياً عن هذا التورط في هذه الجرائم الإرهابية الخطيرة بما في ذلك روبيرت فيسك. المصدر: سما سورية