"استغلال جنسي" أم انضمام "طوعي" للتنظيم؟ جدل قضائي حول "عروس داعش"
قال محامون يمثلون، شميمة بيغوم، البريطانية التي تواجدت مع تنظيم داعش إن موكلتهم "تم تهريبها إلى سوريا لممارسة الجنس مع مقاتلي داعش البالغين وإنجاب أطفالهم في شكل من أشكال الاستغلال الجنسي"، وفقا لصحف بريطانية.
وقال المحامون الذين يمثلون الفتاة البالغة من العمر 23 عاما، للمحكمة، والتي سافرت للانضمام إلى داعش في سوريا وعمرها 15 عاما، إنه "تم إعدادها" من قبل الجماعة الإرهابية، لكن عميلا لجهاز المخابرات البريطانية (إم آي 5) أكد أنها "كانت تعرف ما كانت تفعله".
وتزوجت بيغوم من مقاتل من داعش بسرعة، وتوفي أول طفلان لها وهما رضيعان.
أما الثالثة، التي ولدت بعد فترة وجيزة من العثور عليها في معسكر اعتقال في عام 2019، فقد توفيت عن عمر يناهز ثلاثة أسابيع.
ولم تقيم الحكومة البريطانية رسميا ما إذا كانت ضحية للاتجار بالبشر قبل وضعها في "المنفى مدى الحياة" عن طريق سحب جنسيتها البريطانية، حسبما قيل للجنة الخاصة لطعون الهجرة.
وفي المرحلة الأخيرة من معركة بيغوم، التي تعرف باسم "عروس داعش" ضد قرار حرمانها من جنسيتها لأسباب تتعلق بالأمن القومي، قال محاموها في جلسة استماع، الاثنين، إنه لم يتم إجراء تقييمات مناسبة.
واتهم وزير الداخلية آنذاك، ساجد جاويد، بالتصرف "بسرعة فائقة" من خلال سحب جنسيتها بعد أيام من نشر صحيفة التايمز مقابلة مع السيدة بيغوم في معسكر اعتقال.
وقالت المحامية، سامانثا نايتس كيه سي، نيابة عن السيدة بيغوم "تتعلق هذه القضية بطفلة بريطانية تبلغ من العمر 15 عاما تم إقناعها والتأثير عليها مع أصدقائها بآلة دعاية داعش المصممة بفعالية".
وقالت إن جاويد قرر سحب جنسيتها "بطريقة غير عادية" في فبراير 2019، مع "اتخاذ خطوات غير كافية ومتسرعة للغاية [لوضعها] فعليا في المنفى مدى الحياة".
وفي مذكرات مكتوبة، قالت نايتس إن هناك أدلة "دامغة" على أن بيغوم "تم تجنيدها ونقلها وإيواؤها واستقبالها في سوريا لأغراض "الاستغلال الجنسي" و "الزواج" من ذكر بالغ".
وقالت الوثيقة إن الحكومة أكدت أن رجلا يدعى محمد الراشد نقل بيغوم واثنين من أصدقائها عبر الحدود التركية السورية في 20 فبراير 2015.
وقال محامون يمثلون وزارة الداخلية إنه لا توجد أخطاء قانونية في قرار جاويد، وإن الحكومة لم تقبل أن يتم الاتجار بالسيدة بيغوم.
لكن مسؤولا كبيرا قدم أدلة في جلسة الاستماع قال إنه لم يتم إجراء تقييم رسمي للاتجار بالبشر لأنها كانت خارج نطاق الولاية القضائية للمملكة المتحدة.
وقال فيليب لاركين، نائب رئيس وحدة الحالات الخاصة في مجموعة الأمن الداخلي "لم يتم التوصل إلى تقييم رسمي أو استنتاج بشأن الاتجار بالبشر، ومع ذلك، فإن الظروف والعوامل التي سيقول ممثلو بيغوم إنها ذات صلة كانت جزء من اعتبارات وزير الداخلية".
وقال ضابط في جهاز المخابرات البريطانية (إم آي 5)، يعرف فقط باسم الشاهد E، إن الجهاز أجرى تقييما للأمن القومي بشأن بيغوم نظر فيه جاويد.
وردا على سؤال عما إذا كان قد تم النظر في الاتجار المحتمل، أجاب: "MI5 خبراء في تهديدات الأمن القومي وليسوا خبراء في تعريف الاتجار أو أشياء أخرى.
وعندما سئل عما إذا كان جهاز MI5 قد طلب أي مشورة من الخبراء قبل التوصل إلى استنتاج مفاده أن بيغوم قد سافرت إلى سوريا طواعية، قال الشاهد E: "في رأيي، لا يمكن تصور أن فتاة ذكية وواضحة تبلغ من العمر 15 عاما لم تستطع معرفة ما كان يفعله داعش، لذلك في بعض النواحي، نعم، أعتقد أنها كانت تعرف ما كانت تفعله وكان لديها نية في القيام بذلك".