تقرير أممي: انتهاكات جسيمة ارتُكبت بحقّ الأطفال في سورية
تحقّقت الأمم المتحدة من انتهاكات جسيمة ارتُكبت بحقّ الأطفال في سورية في عام 2021، وقد وردت في تقرير لأمينها العام أنطونيو غوتيريس، صدر أمس الاثنين، تحت عنوان "الأطفال والنزاع المسلح".
وجاء في التقرير الذي يغطّي عام 2021، أنّ 2271 انتهاكاً جسيماً ارتُكبت بحقّ 2202 طفل في سورية، من بينهم 1824 فتىً و235 فتاة و143 آخرين لم يُحدَّد جنسهم، بالإضافة إلى 74 انتهاكاً سُجّلت في الأعوام السابقة وجرى التحقّق منها في عام 2021، طاولت 73 طفلاً، من بينهم 58 فتىً و14 فتاة وطفل واحد لم يُحدَّد جنسه.
كذلك تحقّقت الأمم المتحدة من عمليات تجنيد طاولت 1296 طفلاً، من بينهم 1258 فتىً و38 فتاة جُنّدوا. واستُخدم هؤلاء الأطفال بمعظمهم، 1285 طفلاً، في القتال.
وبلغ عدد الأطفال المجنّدين من قبل الفصائل التي تتبع الجيش الوطني السوري المعارض 569 طفلاً على الشكل الآتي: فيلق الشام (103 أطفال)، فرقة الحمزة (48)، أحرار الشام (41)، صقور الشام (38)، جبهة الشرقية (23)، السلطان مراد (19)، الجبهة الشامية (16)، الجبهة الإسلامية (16)، جيش النصر (8)، جيش الشرقية (7)، لواء سمرقند (5)، درع الفرات (4)، الحزب التركماني (2)، فرقة المعتصم (2)، أحرار الشرقية (1)، جيش السُّنة (1)، فصائل غير محدّدة (235). أمّا هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، فقد بلغ عدد الأطفال المجنّدين فيها 380 طفلاً.
وفي مناطق شمال شرقيّ سورية التي تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، سُجّلَ حصول 221 عملية تجنيد، من بينها 220 في وحدات حماية الشعب الكردية ووحدات الحماية النسوية التي تتبع حزب الاتحاد الديمقراطي، فيما لم تجنّد "قسد" إلا طفلاً واحداً.
وفي قوى الأمن الداخلي الخاضعة لسلطة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية جُنِّد 24 طفلاً، وفي حركة الشباب الثوري الوطني جُنِّد 10 أطفال، وفي حركة نور الدين الزنكي جُنِّد 5 أطفال، وفي قوات تحرير عفرين جُنِّد طفلان، وجنّد جناة مجهولون أربعة أطفال.
وقد جرى التحقّق من الحالات بشكل رئيسي في إدلب مع 591 طفلاً وفي حلب مع 401 طفلاً.
من جهة أخرى، تحقّقت الأمم المتحدة من مقتل 424 طفلاً وتشويه 474 آخرين من بين 898 طفلاً، هم 564 فتىً و191 فتاة و143 آخرين لم يُحدَّد جنسهم.
وبحسب التقرير نفسه، تحقّقت الأمم المتحدة من 45 هجوماً على 28 مدرسة و17 مستشفى، قوات الدفاع الذاتي التابعة لـ"قسد" مسؤولة عن 8، فيما قوى الأمن الداخلي "الأسايش" مسؤولة عن 3 هجمات، وفصائل المعارضة مسؤولة عن 3 أخرى.
وتحقّقت المنظمة الأممية من اختطاف 8 أطفال (فتيان و6 فتيات)، 3 منهم من قبل الشبيبة الثورية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، و5 من قبل جهات مجهولة.
وعبّر التقرير عن حالة قلق من زيادة التجنيد واستخدام الأطفال من قبل قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وقد حثّها على وضع حدّ نهائي وفوري لكلّ الانتهاكات.
وفي سياق متصل، تحدّث شيراز عنز في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" عن ابنة شقيقته غزالة محمد ملا محمد التي اختُطفت من قبل "الشبيبة الثورية" (جوانن شورشكر)، مناشداً المسؤولين في الإدارة الذاتية إعادة الفتاة القاصر لأن ليس لها إخوة أو أخوات، وبالتالي هي وحيدة أمّها. أضاف أنّ "القوانين الدولية والأعراف والقيم والتقاليد لا تمنح حرية القرار لفتاة قاصر للالتحاق بجهات عسكرية أو للتخلي عن دراستها وهي لم تتجاوز 14 عاماً".
وبخصوص عمليات تجنيد الأطفال في مناطق "قسد"، أوضح مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أنّ "عمليات التجنيد تتعلق بالضغط على الأهالي وتوريطهم في صراع عسكري وإجبارهم على ذلك، من خلال اقتياد أطفالهم وتربيتهم على الولاء المطلق لحزب الاتحاد الديمقراطي، وإجبارهم على تنفيذ عمليات قذرة، فضلاً عن عمليات استغلال جنسي، بالإضافة إلى البحث عن كوادر حيوية ترفد تشكيلاتهم".