"جبهة النصرة" تمنع خروج السكان السوريين من إدلب باتجاه المناطق الآمنة
أكدت مصادر محلية من داخل إدلب، أن مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" قاموا بمنع اقتراب السكان السوريين، لمسافات طويلة، من المعبر الإنساني الذي تم افتتاحه صباح اليوم، تتويجا لجهود روسية بالتنسيق مع الدولة السورية.
وقالت المصادر لـ"سبوتنيك" أن مسلحي (هيئة تحرير الشام)، الواجهة الأحدث لتنظيم "جبهة النصرة"، نشروا حواجز عسكرية غالبية عناصرها من المسلحين الأجانب، وقطعوا جميع الطرق الزراعية والإسفلتية المؤدية للمعبر، وهي رسالة بات السكان السوريون في المحافظة يفهمونها جيدا قياسا بالمرات السابقة، ومفادها أنه من غير المسموح حتى التفكير بالوصول إلى محيط المعبر المؤدي إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وأن مجرد المحاولة ستكلفهم زيارة أقسام التحقيق وسجون التنظيم.
وافتتح، صباح اليوم الخميس، المعبر الإنساني في ريف إدلب الجنوب الشرقي شمالي سوريا، بعد جهود روسية حثيثة، لضمان خروج المدنيين الراغبين بمغادرة مناطق سيطرة تنظيم "جبهة النصرة" (الإرهابي المحظور في روسيا)، باتجاه مناطق السيطرة السورية.
مصدر عسكري أكد في تصريح لـ"سبوتنيك" أن إعادة افتتاح المعبر الإنساني جاء نتيجة مطالبات وجهها الأهالي الموجودين داخل مناطق سيطرة المجموعات المسلحة، عبروا خلالها عن رغبتهم بالعودة إلى منازلهم وقراهم التي حررها الجيش السوري مؤخرا في أرياف إدلب الشرقية والجنوبية الشرقية.
وأشار المصدر إلى ازدياد معاناة السكان السوريين جراء تردي الأوضاع الإنسانية داخل إدلب، والضغوط المتزايدة التي يتعرضون لها على أيدي المسلحين الأجانب، وسط أوضاع اقتصادية صعبة للغاية يزيدها تعقيدا الارتفاع الكبير في إيجارات المنازل التي يسكنونها.
واستكملت الجهات المعنية في محافظة ادلب التجهيزات اللازمة لإتمام عملية الخروج عبر المعبر الذي تم افتتاحه بالقرب من مدينة سراقب، ووفرت حافلات لنقل المدنيين وفرق طبية وصحية ومراكز اقامة مؤقتة لاستقبالهم، إلا أن أحدا لم يتمكن من الوصول إلى المنطقة حتى لحظة كتابة هذا التقرير.
ويتوازع تنظيم "جبهة النصرة" مع عشرات الفصائل الإرهابية المتحالفة معه، السيطرة على الغالبية الساحقة من المناطق خارج السيطرة السورية من محافظة إدلب، حيث يتم تخصيص كل جنسية من مقاتلي تلك المجموعات وعائلاتهم، بمناطق استيطان خاصة بها وفقا لترتيبات تنظيمية وعرقية.