من تنظيم داعش إلى كنف العائلة.. رحلة زينب وأطفالها
عائلات تنظيم داعش الخارجة من الهول بين قسوة المخيمات والضياع في المجتمع
حين تتحكم العادات والتقاليد بالمجتمعات، تصبح المرأة ضحية لعائلتها وتلتحق بزوجها , رغم معرفتها بالخطأ , معرضة حياتها مع أطفالها للخطر. هكذا كانت رحلة زينب التي تم تزويحها لداعشي وانخرطت في التنظيم ، لتصبح أرملة في ريعان شبابها وتخرج من مخيم الهول مع أطفالها نحو حياة قاسية في ظل سخط المجتمع وفقر الحال , وكلها أمل بحياة كريمة لأطفالها بعيداً عن تطرف داعش.
معظم العائلات التي خرجت من مخيم الهول كانت من الأطفال والنساء، حيث كان هؤلاء يتأرجحون بين قسوة وحرمان المخيمات ورفض المجتمع في الخارج لهم ، ليبقى السؤال بعد خروجهم, هل سيعيشون حياة طبيعية بعيدة عن ماضيهم الداعشي ام انهم سيحملون فكر ازواجهم واباءهم للانتعاش من جديد؟
الشيخ تركي السوعان احد وجهاء عشيرة السبخة والذي تكفل بخروج عشرات العائلات الداعشية السورية , رافقنا الى أحد الاحياء غرب الرقة لنلتقي زينب زوجة داعشي وام لطفلين , والتي حدثتنا عن وقائع مؤلمة من حياتها اثناء اقامتها مع داعش وانتقالها للهول.
تقول زينب إن زوجها كان مع تنظيم داعش , وقد اضطرت ان تكون معه حيث يذهب، وكانت نعيش في قلق ورعب وضغوطات من التنظيم على المرأة.
فصول معاناة زينب لم تنته رغم خلاصها من التنظيم ومغادرتها المخيم , وقد تعرضت للمضايقات بحسب قولها.
وكانت زينب تعيش في خوف وقلق بسبب احتراق الخيم بشكل متكرر , وحرمان اطفالها من التعليم والحياة الكريمة , وتخاف أيضا من النساء المتشددات اللواتي كن ينتقمن من النساء اللواتي تغيرن أفكارهن.
ولكن يبقى في مخيلة زينب امل بحياة افضل لها ولاطفالها بعيدا عن ما عانته من تنظيم داعش, وتحدثنا عن رغبتها بتغير حياتها نحو الافضل بعيدا عن التشدد, قائلة إنهم مروا بمرحلة وانتهت , حيث كانوا مجبرين عليها .
تضيف زينب: " ارغب ان يعيش اطفالي حياة طبيعية مثل باقي الناس بعيدا عن الخوف والتشدد, وننسى كل ما مضى".
في إحدى زوايا المنزل يجلس رجل سبعيني منهك ويخبرنا بحرقة قلب انه السبب في ما حصل لابنته ونظرة المجتمع لها، ويقول : " الجميع يتنمرون على ابنتي ويقولون إنها كانت عند داعش وهي بالفعل كانت معهم , لا استطيع ان اكذب واقول لا , وانا المذنب فيما حصل لها لاني زوجتها من أحد عناصر تنظيم داعش".
استطاعت زينب واطفالها الحصول على فرصة جديدة للعودة الى الحياة الطبيعية بعد فصول طويلة من المعاناة في ظل تنظيم ارهابي دمر حياتها , ولم تعد لها سوى رغبة واحدة وهي ان تحصل على عمل تعيل به اطفالها وتربيهم بعيدا عن الافكار المتطرفة التي قتلت والدهم.