تأثرت هذا العام محاصيل القمح والشعير والعدس في ريف حلب ، جراء ندرة السماد، وغلاء أسعاره ، وقلة الأمطار، وضعف ري الأراضي بسبب غلاء اسعار المحروقات وقد ترافقت هذه الظروف السيئة للمزارعين هناك مع اجراءات جائرة للتنظيمات الإرهابية أمثال "جبهة النصرة" و "داعش"اللتان تسيطران على تلك المناطق.هذه الإجراءات الجائرة وضعت الفلاحين الفقراء أمام خيارين إما العمل في أراضيهم والقبول بالشيء اليسير من الدخل أو ترك أراضيهم والبحث عن عمل آخر أو ربما الإنضمام لهذه التنظيمات لتحصيل لقمة عيش العيال.
سوء مردود محصول القمح في ريف حلب تزامن مع اصدار تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" الإرهابي بياناً، فرضت من خلاله ضريبة 5 % على المزارعين بعد جني المحصول الزراعي رغم قلته، في ريف مدن منبج، والباب، وجرابلس، ومسكنة وهذه المدن تعتبر السلة الغذائية الرئيسية للقمح لأهالي مدينة حلب وريفها.
"داعش فرضت على كل مزارع يمتلك أكثر من 10 دونمات ضريبة (زكاة أموال) في وقت يتعرض له المزارع لمعاناة كبيرة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومستلزمات المعيشة، ما جعل الكثير من المزارعين يهجرون أراضيهم ويغادرون البلاد محتجين على فرض الضريبة بالقوة ، ومشاركتهم في محاصيلهم الزراعية .
و يؤكد أحد المزارعين أنه كان يبذر كيس قمح لكل عشر دونمات ليجني منه في الموسم قرابة الـ60 كيساً ، ولكن مع قلة الأمطار وارتفاع ثمن السماد - إن توفر- ونقص الري المرتبط بغلاء المحروقات، ونقص الامطار في هذا العام، تأذّى محصول القمح حيث تم جني أقل من 10أكياس قمح على كل كيس بذار، وأضاف : كل شيء ارتفع ثمنه باستثناء القمح بقي على حاله حيث يتراوح ثمن الكيس الذي يزن 100 كيلو بين 3000 و4000 ل س ، حسب جودته.
و يقول مواطن آخر: تنظيم "داعش" الإرهابي فرض علينا دفع 5 % من قيمة محصولنا الزراعي، ولا نستطيع رفض دفع المبلغ كي لا نعرض حياتنا للخطر، وأشار الى أنه لن يبذر أرضه ( 50 دونم ) في الموسم القادم، وأكد انه سيبحث عن عمل آخر بعيداً عن الزراعة ليؤمن لقمة عيش أسرته، وأشار الى أنه سيعاود زراعة أرضه عند تأمين السماد والمحروقات بسعر مناسب. المصدر: جبهة الإنقاذ السورية