قرابة 10 آلاف طفل من أبناء تنظيم "داعش" عالقون شمالي سوريا
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن نحو 10 آلاف طفل من أبناء مسلحي تنظيم الدولة "داعش" من قرابة 40 دولة، لا يزالون عالقين في معسكرات شمال شرقي سوريا، في ظل ظروف إنسانية صعبة.
وقالت الصحيفة استناداً إلى بيانات منظمة "أنقذوا الأطفال" غير الحكومية، أمس الأربعاء، إن "معظم هؤلاء الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمار نحو 50% منهم خمس سنوات، ينزلون حالياً في مخيم الهول بمحافظة الحسكة"، محذرة من أن الظروف القاسية في المخيم تهيئ المناخ الملائم لدفع هؤلاء الأطفال إلى طريق التطرف.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز العقبات القانونية التي تمنع هؤلاء الأطفال من العودة إلى دولهم تكمن في أن فصل الأطفال عن أمهاتهم الموجودات في نفس المخيم يتناقض مع القانون الإنساني الدولي، فيما رفضت كثير من الدول قطعياً استعادة "الدواعش" المحتجزين.
وأردفت الصحيفة أن بعض "الداعشيات" تنازلن عن حقوقهن الأبوية بغية السماح لأطفالهن بالعودة إلى الحياة الطبيعية، غير أن الأخريات اللواتي يحتفظن بولائهن للتنظيم وينتظرن انتعاش "الخلافة الإسلامية" يعتبرن أطفالهن جيلاً جديداً من كوادر التنظيم، ولا يرغبن في عودتهم إلى دولهم.
وفي السياق ذاته أكد نزلاء في المخيم للصحيفة أن بعض المحتجزات هربن من المخيم المدار من قبل المقاتلين الأكراد، بمساعدة مهرّبين.
وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحتجزات في المخيم أطلقن حملات في الإنترنت لجمع تبرعات من مؤيدي "داعش" بغية تمويل خدمات المهربين.
وأكدت الصحيفة أن معظم المنظمات الإغاثية الدولية علّقت عملها في معسكر الهول خوفاً من استعادة نظام بشار الأسد السيطرة على المنطقة بموجب اتفاق مبرم مع "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية بعد بداية الهجوم التركي على شرق الفرات في أكتوبر 2019.
ونقلت الصحيفة عن امرأة من المخيم ومحام يعمل على ملف استعادة "أيتام داعش" تأكيدهما أن طفلاً قتل، الأسبوع الماضي، إثر إطلاق حراس المخيم الرصاص على مجموعة من أطفال كانوا يرشقونهم بالحجارة، كما توفي طفل آخر، الأحد الماضي، بسبب البرد القاسي، حسب الهلال الأحمر الكردي.
ولفتت الصحيفة إلى أن روسيا التي أصبحت أول دولة بادرت إلى استعادة "أيتام داعش" من العراق، جمعت مؤخراً عينات الحمض النووي من أطفال معسكر الهول الذين لا تعرف جنسياتهم لأنهم ولدوا في سوريا أو أدخلوا إليها من قبل ذويهم عندما كانوا في سن الرضاعة.
وأما بخصوص الدول الأخرى فقد استعادت حتى الآن نحو 350 طفلاً فقط من "أيتام داعش" العالقين شمال شرقي سوريا.