واصل الجيش السوري، تقدمه حيث استعاد السيطرة على عشرات البلدات والقرى في محافظة إدلب على حساب الفصائل والجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا في شمال غربي البلاد.
وقال الجيش السوري، إنه سيطر على 20 قرية وتلة، ويقترب من إحدى نقاط المراقبة التركية الإثنى عشر في الشمال الغربي التي أقيمت بموجب اتفاق مع موسكو في 2017 لتجنب نشوب قتال على نطاق واسع في إدلب.
ويجعل التقدم الأخير لقوات الجيش السوري وحليفتها الروسية على مقربة من السيطرة على أكبر تجمع سكاني في آخر معاقل المعارضة في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "هذه محاولة للاقتراب من معرة النعمان".
وفرّ الآلاف من سكان المدينة الواقعة في جنوب إدلب خشية تقدم القوات السورية أكثر، على ما شاهد صحفي في وكالة "فرانس برس" في المكان.
وقال المرصد، ومقره بريطانيا لكنه يعتمد على شبكة واسعة من المراسلين على الأرض، إنّ أكثر من 30 ألف شخص أجبروا على النزوح خلال الأيام القليلة الماضية.
وأفاد أحد السكان ويدعى أبو أكرم بأنّ عمال الإغاثة يسابقون الوقت لإخراج الأسر من المدينة.
وصرّح الأب لخمسة أبناء لـ"فرانس برس" الذي عجز عن توفير مركبة تحمل أسرته نحو الشمال: "الكل يحاولون بكل طاقتهم إخراج الأسر لكنّ الوقت لا يسعفهم".
وتسيطر هيئة تحرير الشام الإرهابية على الجزء الأكبر من محافظة إدلب التي تؤوي ومحيطها نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم تقريباً نازحون من مناطق أخرى.
ورغم التوصّل في أغسطس/آب الماضي إلى اتفاق هدنة توقف بموجبه هجوم واسع شنته القوات السورية على مدى 4 أشهر في إدلب، تتعرض المحافظة منذ أسابيع لقصف تشنه طائرات حربية سورية وروسية.
وتسببت الاشتباكات المتقطعة بين القوات السورية والفصائل الإرهابية، في مقتل 250 مدنياً منذ نهاية أغسطس/آب الماضي، بالإضافة إلى مئات المقاتلين من الجانبين، بحسب المرصد.
وكانت الأمم المتحدة قد نددت، الأربعاء الماضي، بتصاعد وتيرة الأعمال القتالية في إدلب.
وقالت المستشارة الإنسانية لمبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا نجاة رشدي: "رغم التأكيدات المتكررة أن الأطراف المتقاتلين يقصفون أهدافاً عسكرية مشروعة فقط، تستمر الهجمات على المرافق الصحية والتعليمية".
ودعت إلى "وقف فوري للتصعيد وحثت الأطراف جميعاً على احترام التزاماتهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الالتزام بضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية".
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد الرئيس بشار الأسد، في زيارة هي الأولى للمحافظة منذ اندلاع النزاع في عام 2011، أن معركة إدلب هي "الأساس" لحسم الحرب في سوريا.
وتسبب النزاع الدامي الذي تشهده سوريا منذ عام 2011 في مقتل أكثر من 370 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وشرد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.