مع ظهور داعش في مساحات واسعة من العراق وسوريا في 2014، تحولت تركيا إلى ما اصطلح على تسميته "طريق الجهاديين" الذي سهل انتقال مقاتلين أجانب من كافة أرجاء العالم إلى الشرق الأوسط، كما أشارت إليه، في يونيو(حزيران) 2014، صحيفة ميليت اليومية التركية، انضم أيضاً 3 آلاف مقاتل تركي إلى داعش.
وبعد خمسة أعوام، تجد أنقره صعوبة في إقناع العالم بأنها قطعت صلاتها بالذين حملوا قنابل، وبنادق رشاشة ليحاربوا العالم.
ويلفت بوراك بيكديل، الصحافي التركي والزميل لدى "منتدى الشرق الأوسط"، إلى ما فعله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبل وقت قصير من زيارته الأخيرة لواشنطن، عندما أراد أن يظهر في صورة جيدة أمام مضيفه، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأجزاء من العالم، إذ قبضت تركيا في 6 نوفمبر(تشرين الثاني) بشمال سوريا، على إحدى زوجات زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، فضلاً عن عدد آخر من أفراد عائلته.
وقبل ذلك بأسبوع، في 29 أكتوبر(تشرين الأول)، اعتقلت الشرطة التركية 43 مشتبهاً بالانتماء إلى داعش، بدعوى التحضير لهجوم كبير على الأراضي التركية. ولكن هذه ليست الصورة الصورة كاملة.
ملاذ للإرهاب أظهرت القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأمريكية، في سبتمبر(أيلول)، أن تركيا أصبحت ملاذاً لمخططات تمويل الإرهاب.
وحسب "واشنطن إكزامينر"، رفع ناجون من هجوم إرهابي في عام 2015 في الضفة الغربية، دعوى قضائية ضد بنك مرتبط بالحكومة التركية، متهمين إياه بدعم حركة حماس في غزة.
وحسب الكاتب، تثبت وثائق حصلت عليها المحكمة، تزويد "بنك كيوفيت" التركي بين 2012 و 2015، حركة حماس بمساعدات مالية كبيرة تمت من خلال النظامين الماليين الأمريكي والدولي. ومن المعروف أن بنك كيوفيت مساهم رئيسي في المديرية العامة للجمعيات، ذراع للحكومة التركية.
وفي هذا السياق، قال المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية، والباحث البارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكي جوناثان شانزر، لـ "واشنطن إكزامينر"، إن"الحكومة التركية بقيادة أردوغان، اتخذت جملة من قرارات السياسة الخارجية، منها دعم حماس، والسماح لجهاديين بعبور الحدود للقتال في سوريا، إلى جانب جماعات إسلامية خطيرة، مثل القاعدة وداعش، وتسهيل الالتفاف على عقوبات لصالح النظام الإيراني، ودعم جماعة الإخوان المسلمين".
مضيف متسامح وكتب شانزر مع أيكان إرديمر، النائب التركي السابق المعارض، والزميل البارز لدى منتدى الشرق الأوسط: "أثبتت تركيا أيضاً أنها مضيف متسامح مع الإرهابيين. فقد واصل إرهابيو داعش العمل انطلاقاً من الأراضي التركية، حتى 2018. كما قاد صالح العروري، القائد العسكري في حماس، عمليته من الأراضي التركية. وليس العروري إلا واحداً من بين عدد من نشطاء حماس الذين وصل عشرة منهم إلى تركيا، بعد أن أطلقت إسرائيل سراحهم، في 2011، ضمن عملية تبادل سجناء، ولايزالون ينشطون هناك".
نقطة عبور ويظهر التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول الإرهاب، الذي صدر في 4 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، أن تركيا لا تزال نقطة عبور لمقاتلين أجانب يسعون للالتحاق بتنظيم داعش. وجاء في التقرير "تركيا مصدر وبلد عبور لمقاتلين إرهابيين أجانب يسعون للانضمام إلى داعش وجماعات إرهابية أخرى تقاتل في سوريا، والعراق".
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، أن ما يزيد عن 100 سجين من داعش فروا منذ الغزو التركي لشمال سوريا في 9 أكتوبر(تشرين الأول) الماضي.
وعلق نشأت الديهي، مقدم برنامج إخباري على قناة تن المصرية، من جهته، في 14 نوفمبر(تشرين الثاني) على شريط مصور مسرب فقال: "اليوم يثبت هذا الشريط بلا أدنى شك أن أردوغان ودولته وحكومته وحزبه ينقل أسلحة من تركيا إلى نيجيريا، وإلى من؟ إلى تنظيم بوكو حرام الإرهابي".