مخيم الهول الذي يضم الآلاف من زوجات داعش على حافة الانهيار
قالت صحيفة إندبندنت إن تنظيم داعش الذي تم هزيمته منذ تسعة أشهر ما يزال إلى الآن ينشط داخل مخيم الهول الذي يحتوي على ما يقارب من 10 آلاف زوجة وطفل أجنبي من عوائل مقاتلي التنظيم، ينحدرون من أكثر من 50 جنسية اجنبية.
أنشأت النساء داخل المخيم، وخلال الأشهر القلية الماضية، محاكم شرعية وألزموا نزيلات المخيم بقوانين متشددة كان التنظيم قد فرضها قبل انهياره. وتقول السلطات المشرفة على المخيم إنها أحبطت إلى الآن ما يقارب من مئة محاولة هروب مع تطور وسائل اختراق المخيم التي وصلت إلى حد إنشاء أنفاق بداخله.
وبات يعرف حالياً أن المخيم سهل الاختراق وأن البعض قد تمكن فعلاً من الهروب إلى خارجه. وقالت أم عبد الله، البالغة من العمر 37 عاماً، وتحمل الجنسية السودانية "إن هذا يحدث في كل وقت.. ترى فجاءة مجموعة تختفي. لتكتشف فيما بعد أنها هربت. ومن ثم تليها مجموعة أخرى".
تهديد طويل الأمد ويُعتقد أن الهاربين قاموا بالخروج عبر الاتفاق مع مهربين مختصين بالهول، ويعملون لدى التنظيم حيث أعلنوا مسبقاً عن نيتهم إطلاق سراح النساء. وأشارت أم عبد الله، إلى أن كلفة التهريب قد تصل أحياناً إلى 15 ألف دولار للشخص الواحد.
ويعمد حراس المخيم إلى عدم حمل أسلحتهم عند التجوال بداخله خشية من تجريده منهم من قبل النساء هناك اللواتي أنشأن محاكم وشرطة خاصة به وقاموا بعمليات قتل شملت تسعة أشخاص خلال الأشهر الماضية.
من بين الضحايا فتاة من أذربيجان تبلغ من العمر 14 عاماً، تم خنقها حتى الموت لأنها لم تغطِ وجهها مما يعتبر إخلالاً بقوانين المخيم المتشددة. ويحتوي المخيم على جنسيات مختلفة، منها 18 امرأة بريطانية على الأقل بصحبة أطفالهن. يرفض المسؤولون البريطانيون استقبالهم لأنهم يمثلون خطراً على بريطانيا كما يقولون.
ومن الصعب للمحاكم الأوربية مقاضاة هؤلاء بسبب الافتقار إلى الأدلة، وعوضاَ عن اتباع طرق التقاضي التقليدية، ترفض معظم الدول استقبال مواطنيها بما في ذلك بريطانيا وفرنسا مما يترك هؤلاء لمصير مجهول داخل المخيم.
وكان ألكسوس غرينكويش، نائب قائد التحالف الدولي لهزيمة داعش، قد قال في وقت سابق إن الهول هو "أكبر خطر استراتيجي طويل الأمد" وأشار إلى أن "الجيل القادم من داعش موجود في معسكرات اليوم" معتبراً ما يحصل "مشكلة هائلة".
آمال في العودة وأشارت إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد أبحاث السياسة الخارجية، إلى أن السبب الرئيسي لموجة الحوادث الأمنية خلال الأشهر الأخيرة سببه خوف نساء داعش من عودة سيطرة نظام أسد على المنطقة.
وحذرت في حديثها للصحيفة من تدهور الأوضاع الإنسانية "لأن فصل الشتاء سيزيد شدة الحياة داخل المخيم. وانسحاب بعض المنظمات الإنسانية منه أدى إلى تدهور الخدمات بداخله".
وتشغل النساء اللواتي هربن من الباغوز، المعقل الأخيرة للتنظيم، غالبية سكان المخيم. وهم في حالة صحية متدهورة للغاية بسبب أشهر الحصار التي فرضها التحالف. توفي ما يقارب من 400 طفل خلال الرحلة من الباغوز إلى الهول، أو ماتوا على الفور بعد وصولهم إلى المخيم.
ومع كل التجربة التي شهدها من كان بداخل معاقل التنظيم ما يزال البعض إلى الآن يؤيد عودته. وقالت أم رماسه، البالغة من العمر 25 من المغرب "أود العودة مرة أخرى". وعلى الرغم من نفيها القتال في صفوف التنظيم إلا أنها ما تزال تأمل في العودة للعيش في ظل حكمه.
وقالت "أعلم بأن الدولة اضطهدت الناس.. وبأنهم قطعوا رؤوس الجواسيس. ولكن هؤلاء الجواسيس تسببوا بمشاكل كثيرة للدولة. وضعوا بطاقات على منازلنا التي قصفتها الطائرات". معتبرة أن عودة التنظيم ممكنة ويمكن تجاوز الأخطاء التي تم ارتكابها في الماضي.