شاب سوري يروي قصة اغتيال عائلته على يد "داعش" بالريف الشرقي بالسويداء
وقف الشاب السوري مالك صعب على انقاض بيته المدمر في قرية الشريحي بريف السويداء الشرقي، بعد عام على الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو تنظيم "داعش" على الريف الشرقي في السويداء (جنوب سوريا) مستذكرا أهله الذين قتلوا بليلة سوداء وهم نيام.
الشاب مالك العشريني بالعمر، جاء إلى بيته والحزن والآلم يلفه، وشريط الذكريات يدور بمخيلته، هنا كانت أمي تخبز لنا الخبز العربي، وهنا كنا نسهر مع العائلة ونمضي وقتا جميلا، وهنا وهنا.. كل هذه الأشياء تحولت إلى ذكريات مؤلمة في لحظة.
ويتابع مالك جولته في منزله المدمر، ولا يجد غير الذكريات، والدموع تنهمر لحظة مشاهدته ثياب أمه التقليدية التي كانت تلبسها في المناسبات الاجتماعية الهامة في القرية، ويضمها إلى صدره، وكأنه يعانق أمه للتو.
وقرية الشريحي التي تقع إلى جوار قرية الشبكي بريف السويداء الشرقي من أوائل القرى التي تعرضت للهجوم المباغت من قبل تنظيم "داعش" وقتل فيها أكثر من 36 مدنيا، بغضون ساعات، إلى أن وصلت الفزعة من قبل أهالي محافظة السويداء، وتمكنوا من طرد مقاتلي التنظيم منها، بعد معارك عنيفة.
وقال مالك صعب الناجي الوحيد من المجزرة التي تعرض لها أهله في يوم 25 من يوليو من عام 2018، لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق "عشية الهجوم اتصلت بأهلي هاتفيا لأطمئن عليهم، وتحدثت معهم جمعيا، وكانت تلك الكلمات هي الأخيرة بيننا"، مشيرا إلى أن كلمات أمه لا تزال محفورة بداخله، وهي توصيه بأن ينتبه على نفسه، وكأنها تعلم بأنها لم تراه ثانية.
وتابع يقول، "لم أتمكن من المجيء يوم الأربعاء لأنني كنت في لبنان، ووصلت يوم الخميس لأجد منزلي مدمر، وعائلتي كلها قد قتلت على يد إرهابيي تنظيم "داعش"، واصفا تلك اللحظات بأنها "سوداء ومؤلمة".
وأضاف "لا يمكن أن أنسى أهلي، وستبقى ذكراهم تعيش بداخلي، وما يؤلمني حقا أنهم ماتوا في لحظة دون أي سبب".
القرية بعد عام من الهجوم استردت عافيتها، وراح الأهالي يمارسون أعمالهم الزراعية المعتادة، والمدارس استأنفت نشاطها، لكن هذا لا يمنع أن يبقى الخوف والقلق متسللا إلى نفوس الأهالي بين الحين والأخر، بسبب ما تعرضوا له من هجوم مباغت في لحظات الفجر الأولى.
وأشار مالك إلى أن إرهابيي "داعش" دخلوا إلى منزل أهله، وتمركزوا به وبدأوا يطلقون الرصاص باتجاه الأهالي الذين يقاومون "داعش"، مبينا أن مقاتلي التنظيم قتلوا والده ووالدته وشقيقتاه بدم بارد.
وطالب مالك الجهات المعنية بترميم بيته، لأنه لا يملك منزلا آخرا ويعيش حاليا عند أقاربه، لافتا إلى أن وضعه الأن صعب، ويعيش وحيدا مع ذكرياته المؤلمة.
ويشار إلى ان تنظيم "داعش" شن في 25 من يوليو عام 2018 هجوما مباغتا على الريف الشرقي لمحافظة السويداء، بالتزامن مع هجمات انتحارية في مدينة السويداء أسفرت عن سقوط 270 شخصا وإصابة اكثر من 300 آخرين وخطف أكثر من 30 آخرين .
وعاشت السويداء أياما صعبة، وهذا اول هجوم من نوعه يشنه التنظيم على تلك المحافظة ذات الغالبية الدرزية، والتي لم تشهد احتجاجات ضد الدولة السورية. المصدر: شينخوا