أم سورية أجبروها على السباحة بدماء أبنائها.. حتى فقدت عقلها
عقب كل مجزرة ترتكبها الجماعات التكفيرية تغيب تفاصيل وقصص ضحاياها لحساب الخبر الذي ينقلها بالعموم. تطفو حكاية المجزرة على الفضائيات لفترة من الزمن ، ثم تغوص مبتعدة عن ذاكرة الناس، ليبقى كل ذي جرح يتألم بصمت أمام تجاهل العالم له.
جديدة الفضل كانت جغرافية لإحدى فصول مأساة السوريين. ارتكبت الجماعات التكفيرية مجزرة بحق الأهالي هناك وردمت على أصحابها التراب مخفية كثيرا من تفاصيلها، إلا أن الألم أقوى من أن يتم دفنه، وأصحاب الجرح لا يمكن لقوة على الأرض أن تمنعهم من الصراخ والبوح.
أمعدنان.. ككل أمهات سوريا، كانت تعيش وعائلتها حياة طبيعية في مدينة جديدة الفضل بريف دمشق. الحادي والعشرون من شهر نيسان العام الفائت لم يكن عاديا على العائلة. ذلك اليوم يؤرخ في ذاكرة أم عدنان لمشهد دموي أفقدها عقلها، وجعلها شريدة الذهن بعدما عاينت مقتل أولادها وزوجها، واغتصاب ابنتها القاصر أمام عينيها.
تقول ابنة أم عدنان: “كان لديّ أربعة إخوة، أحدهم يقاتل ضد الاحتلال الصهيوني في القنيطرة، وثلاثة لم تسمح لهم والدتي بمغادرة المنزل، وفي ذلك اليوم المشؤوم –يوم المجزرة- دخلت مجموعة من الجماعات التكفيرية إلى منزلنا وقلبوا البيت رأساً على عقب بحثاً عن سلاحٍ غير موجود أصلاً أو صور لبشار الاسد ، لكنهم عاثوا في المنزل خراباً، غير أنهم وجدوا ضالتهم في إخوتي الذين حاولوا الاختباء على سطح المنزل”.
إخوتيالثلاثة البالغين من العمر 8 و12 و18 عاماً، اقتادتهم تلك العصابات إلى ساحة المنزل، وكبلوا أمي وأبي، ثم سحبوني بوحشية ورموني بين أفراد أسرتي، حيث بدأوا بالتناوب على اغتصابي واحدا بعد آخر أمام أعين أفراد عائلتي!.. وبعد أنّ أشبعوا غريزتهم الحيوانية، وكانت الدماء تنزف مني، جلبوا والدي وذبحوه أمامنا، ومن ثمّ بدأوا بإخوتي الكبير فالأصغر والأصغر، وكانوا في حالة هيستيريا يشوبها ضرب من الجنون والضحك.
إنهم لا يعرفون شيئا عن الإنسانية ، المشهد الأصعب في تلك المأساة إجبار هؤلاء الوحوش لوالدتي على السباحة في دم أخوتي.
وبعدأنّ انتهوا من إجرامهم تركوني وأمي في حالة لا توصف، وبعد وقت قصير استجمعت قواي وحاولت ارتداء أي شيء يسترني قبل أن أذهب لأطلب المساعدة، حاولت أن أحمل والدتي وأبعدها عن الدماء، غير أنها رفضت وتابعت العبث بدماءأخوتي، حاولت مراراً سحبها، لكن لم أستطع؛ لأكتشف أن والدتي قد فقدت عقلها!…
وتختم ابنة أم عدنان: وبعد عدّة أيام من انقضاء المجزرةأتى خالي إلينا واصطحبنا إلى مزرعته التي أعيش فيها الآن مع والدتي منذ عدّة أشهر. المصدر: جبهة الإنقاذ السورية