كيف جعل داعش مخيم الباغوز ساحة قتال وليس نقطة لحماية المدنيين
نشرت وسائل إعلام مشاهد لمخيم الباغوز شرقي ديرالزور، الذي كان يتحصن فيه عناصر ونخبة داعش بين المدنيين قبل أن ينسحب منه إلى منطقة بمحاذاة نهر الفرات داخل البلدة، حيث بدا المخيم الذي تصدر واجهة الأخبار المحلية والعربية والعالمية لأكثر من شهرين، كساحة قتال حقيقة، وليس كما ادعى التنظيم أنه أنشأه على أطراف الباغوز لتجنيب المدنيين قصف التحالف، وجعله نقطة خروج المدنيين وعناصر داعش إلى مناطق ميليشيا "قسد" بموجب اتفاق أبرم بين الأخيرة والتنظيم.
وأظهرت المشاهد تهيئة تنظيم داعش مخيم الباغوز عسكرياً عبر حفر الخنادق، وإقامة السواتر الترابية، ورصف السيارات بطريقة متباعدة على شكل دُشم حماية، واستغلال وجود تلال جبلية بمحاذاته.
ومنذ أن أخرج داعش المدنيين من الأحياء السكنية داخل الباغوز، وأسكنهم في المخيم، اتخذ التنظيم من هؤلاء المدنيين دروعاً بشرية، ما أدى لمقتل عدد كبير من المدنيين جراء قصف التحالف عليه، حيث أظهرت صور صادمة نشرت خلال اليومين الماضيين تفحم بعض الجثث، وتكدس العشرات منها فوق بعضها، بينهم عناصر من تنظيم داعش، هذا فضلاً عن وجود أطفال فقدوا أمهاتهم تركوا وحيدين قبل انسحاب داعش من المخيم.
وصية البغدادي وكانت ميليشيا "قسد" قالت في صفحتها على موقع "فيسبوك"، إن عناصرها سيطروا الثلاثاء على مخيم الباغوز بشكل نهائي، ولكن ما زال بعض عناصر داعش يتحصنون في بعض الجيوب بمحاذاة نهر الفرات. وأضافت "قسد" أنه ما تزال هناك اشتباكات متقطعة، وأنها تعمل على إجبارهم على الاستسلام أو القضاء عليهم.
وفي وقت سابق، نشرت وسائل إعلام تابعة لتنظيم داعش كلمة صوتية للمتحدث الرسمي باسم التنظيم أبو الحسن المهاجر، تحدث فيها عن معركة الباغوز شرقي ديرالزور، وخسارة التنظيم لمناطق سيطرته في سوريا، كما حذر عشائر شرق الفرات من الانضمام لميليشيا "قسد" تشكل "الوحدات الكردية" عمودها الفقري.
وتطرق المهاجر لمعركة بلدة الباغوز التي ما يزال يتحصن فيها العشرات من عناصر ونخبة داعش في مساحة لا تتجاوز 1 كم مربع، عقب خروج آلاف النساء والأطفال من البلدة ضمن اتفاق بين داعش وميليشيا "قسد"، إضافة إلى تسليم المئات من عناصر داعش أنفسهم إلى ميليشيا، حيث اعتبر المهاجر مشاهد استسلام عناصر داعش لقوات التحالف الدولي في بلدة الباغوز، "انتصاراً عبر ثباتهم وهم مكبلين"، حسب تعبيره. المصدر: أورينت نت