خبير عسكري: "داعش" سينتهي في سوريا وقد ينتقل إلى ساحات ملتهبة أخرى
حذر الخبير العسكري اللبناني العميد المتقاعد عمر معربوني من خطورة انتقال قادة وكوادر تنظيم "داعش" الإرهابي من سوريا بعد أن يتم تصفية آخر جيب له في الباغوز بريف دير الزور، ورأى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحكم الآن بما يحصل في الباغوز ويتم حجب الكثير من المعلومات المرتبطة بهذا الأمر وكل ما يحصل هناك تتم تغطيته من الخارج.
وقال معربوني، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "لا معلومات دقيقة عن طبيعة التفاصيل التي أدت إلى نهاية داعش خاصة أن للأمريكيين سيرة كبيرة مشينة ومريبة في التعامل مع هذا التنظيم سواء من خلال استخدامه أو نقله إلى أماكن أخرى وهناك الكثير من الوثائق التي تثبت نقل عناصر وقيادات من هذا التنظيم عبر الطوافات ووسائل نقل أخرى". وأضاف أن "تنظيم داعش على المستوى العملياتي سينتهي قريبا وهناك ساحات ملتهبة كثيرا في العالم يمكن نقل قيادات وكوادر هذا التنظيم الأساسية إليها باعتبار أن أمريكا لا تزال ضمن منطقة تحقيق أهداف لم تحقق سواء على مستوى سوريا والعراق أو على مستوى المنطقة والعالم". واعتبر معربوني أن "شبه جزيرة سيناء المصرية ودول أفريقية كالجزائر ونيجيريا كلها مناطق محتملة لتكون الوجهة المقبلة لقيادات وعناصر داعش" (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول). وحول خطة الانسحاب الأمريكي من سوريا والتي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب، قال معربوني: "أنا لم أقتنع لحظة واحدة بأن ترامب سينفذ قرار الانسحاب من سوريا وعدم قناعتي بهذا الأمر تنطلق من مسألة أساسية هي أنه حتى اللحظة لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تملك أهدافا في سوريا ويمكن من خلال ما يسمى بقوات سوريا الديمقراطية أن تحقق نوعا من الانفصال وهو أمر وارد بنسبة معقولة". وأضاف: "بالنظر إلى طبيعة التعقيدات الإقليمية الموجودة والموقف التركي وموقف الدولة السورية أعتقد أن تواجد قسد مكان داعش لن يقدم أو يؤخر لفترة طويلة وبالتالي سنكون أمام تطورات دراماتيكية سواء بالنسبة للموقف التركي الحازم بما يرتبط بالتعاطي مع قوات كردية يصنفها إرهابية أو لجهة موقف الدولة السورية الداعي إلى عودة هذه الأراضي إلى سيادتها". واستطرد الخبير العسكري اللبناني، قائلا: "لذلك فإن وجود الجنود الأمريكيين الـ 400 سيشكل غطاء سياسيا لفترة ليست قصيرة للكرد الانفصاليين وهو الأمر الذي سيتم التعامل معه بحذر من قبل جميع الأطراف سواء الدولة السورية أو روسيا أو إيران أو العراق أو حتى تركيا". وحول منطقة خفض التصعيد أو المنطقة العازلة، قال معربوني: "حتى اللحظة لم يتم تنفيذ أي شيء بما ينطبق بالجانب التركي الذي يناور ويحاول كسب الوقت وبالتالي نحن أمام مرحلة شديدة التعقيد لكن في العنوان الرئيسي فإن معركة إدلب رغم أهميتها لم تعد تلك المعركة الاستراتيجية لسلسلة المعارك الاستراتيجية التي خاضها الجيش العربي السوري". وأضاف: "نحن أمام معركة تكتيكية على المستوى العسكري لكن المعوقات السياسية هي الأساس في المشهد الراهن بشمال غربي سوريا". وقال معربوني: "روسيا ستستكمل النقاش والحوار مع الجانب التركي حول بعض القضايا التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق تقدم ولو بسيط وشكلي كما يجري الآن من خلال الدوريات الروسية والتركية ولكن هذه الدوريات لا يمكنها أن تحسم الوضع وبالتالي سنكون في المرحلة القادمة أمام عملية محدودة بعمق ما بين 15 إلى 20 كيلومترا على طول خطوط الاشتباك الحالية من الشمال الغربي لحلب مرورا بجنوب غرب حلب ومنطقة جنوب إدلب وشرقها إضافة إلى ريف حماة الشمالي وسهل الغاب وريف اللاذقية الشمالي". كان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، قد توصلا، في 17 من أيلول/سبتمبر 2018، خلال قمة عقدت في سوتشي، إلى اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح بمحافظة إدلب بحلول 15 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعمق 15-20 كيلومترا، مع انسحاب المسلحين المتطرفين من هناك، بما فيهم مسلحي "جبهة النصرة" الإرهابية (المحظورة في روسيا). وقال معربوني: "المشروع الأميركي في المنطقة وفي سوريا بالتحديد وصل إلى نهايات غير سعيدة بالنسبة لأميركا وحلفائها بما يرتبط بطبيعة الأهداف. ولكن لا زلنا في حالة مواجهة طالما أن أميركا تمتلك الإمكانيات والأدوات فهي قادرة على تغيير المشهد ولكن استمرار الضغط على سوريا ورغبة أميركا في تحقيق أهدافها يتبدى الآن عبر أساليب أخرى من ضمنها الحصار والعقوبات الاقتصادية للضغط على الدولة والشعب السوري في محاولة لتحقيق أهداف عجزت عنها الولايات المتحدة عبر العمليات العسكرية والأدوات الإرهابية وذلك عبر فرض ضائقة معيشية". المصدر: سبوتنيك