السعوديون في وثائق "داعش" المسربة.. جيل جديد أكثر تطرفا وأسرع تعبئة
نظم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية محاضرة بعنوان "المقاتلون الأجانب في وثائق داعش المسرّبة: دراسة تحليلية للقادمين من السعودية"، مساء الأحد بالعاصمة الرياض.
وقال المحاضر، الأمير عبد الله بن خالد بن سعود الكبير مدير إدارة البحوث بالمركز ورئيس وحدة الدراسات الأمنية، إن الوثائق السرية الضخمة والمدونة التي سرّبت مطلع عام 2016، تحتوي على بنك من المعلومات عن المجندين الجدد الذين سعوا للانضمام إلى تنظيم "داعش" في سوريا.
وأشار إلى أن السعوديين الذين انضموا إلى "داعش" بلغ عددهم 759 مقاتلا، مضيفا أنه ورغم وجود تباين في الأعمار، فإن متوسط أعمار المجموعة كاملة كان أقل من 24 عاما.
وتابع "هذه نتيجة ذات دلالة معينة، وهي أن الأغلبية العظمى نشأت ووعت في مرحلة ما بعد 11 سبتمبر وفي أثناء حقبة "الحرب على الإرهاب، ورغم ذلك فقد جرى جذبهم نحو التطرف وتجنيدهم بأعداد أكبر من السابق".
وقال الأمير عبد الله إن المقاتلين في الوثائق المسربة قدموا من جميع المناطق في السعودية وهذا يشير إلى تنوّع إقليمي واضح.
وبين أن العديد منهم لم يكن يعاني الحرمان من الفرص الاقتصادية وإمكانية الترقّي الاجتماعي، ولكن قد يكون هناك حرمان نسبي له صلة في هذا الجانب.
وأضاف أن هناك فرقا واضحا عند مقارنة اختيارات الأدوار القتالية لهذه المجموعة من مقاتلي "داعش" مع نظرائهم السابقين في العراق، حيث قارن بين نسبة السعوديين الذين تطوعوا للعمليات في العراق 2006 و2007 والنسبة الحالية مع "داعش"، حيث مثّلت النسبة الأولى 48%، وهي أعلى بكثير من الثانية بـ16%.
ورجح السبب وراء تدني النسبة إلى أن القاعدة في العراق كانت تنظيما متمردا ضد خصم عسكري متفوق "أمريكا"، في حين "داعش" احتل مساحة شاسعة من الأراضي، وحاول بناء هيكل بيروقراطي، وأعلن عن كونه خلافة، ولذلك فالبيئة المختلفة والمشروع المثير الجديد أسهما في جعل خيار الحياة مجزيا ومفهوما أكثر من خيار الموت، بحسبما جاء على لسانه.
وشدد على أهمية المقاربة الواسعة التي تتجاوز مجرد العوامل الاجتماعية والاقتصادية أو الإيديولوجية الدينية البحتة، وكذلك التركيز على أهمية الدراسات القُطْرية أو الإقليمية فيما يتعلق بهذه الظاهرة، حتى يمكن الخروج بتوصيات ونتائج أكثر صدقية وملامسة للواقع. المصدر صحيفة سبق