جنرال إسرائيلي: سلاح المدرعات السوري سيشارك بـ"حرب لبنان الثالثة"
بدأت المصادر الأمنيّة في تل أبيب تُسّرب المعلومات الـ”سريّة” للإعلام العبريّ حول قوّة الجيش العربيّ السوريّ، واللافِت أنّ المُحللّين والخبراء ومراكز الأبحاث في "إسرائيل" باتوا يُشدّدون على أنّ ما يُطلِقون عليها بـ”حرب لبنان الثالثة” ستكون بمُشاركة سوريّة، يُمكِن اعتبار هذا الأمر بمثابة إقرارٍ صهيونيٍّ بقوّة الجيش السوريّ.
ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أنّ التقديرات الإستراتيجيّة الإسرائيليّة في الأعوام المُنصرِمة لم تأخذ بعين الاعتبار قوّة الجيش السوريّ، ولكن الآن بات هذا الجيش يُهدّد الكيان، سويةً مع حزب الله اللبنانيّ، إيران، والمُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين بأنّ تل أبيب تخشى تدّخل هذا الجيش في الحرب المُقبِلة، علمًا أنّه خلال العدوان على لبنان في العام 2006، لم تألو سوريّة جُهدًا في دعم المُقاومة اللبنانيّة، التي مرّغت أنف الجيش الإسرائيليّ بالتُراب ودمرّت العقيدة القتاليّة التي أرساها أوّل رئيس وزراء في تل أبيب، دافيد بن غوريون، والقائلة إنّه يتحتّم على جيش الكيان حسم المعركة بأقصر فترةٍ مُمكنةٍ، شريطة أنْ تدور رحاها في أرض العدوّ.
وفي هذا السياق من المُفيد العودة إلى الوراء قليلاً، فقد رأى القائد السابِق لسلاح المدرعات الإسرائيليّ، الجنرال شموئيل أولنسكي أنّه من السابق لأوانه نعي القوات المُدرعّة السوريّة، التي باتت أكثر تدريبًا بسبب حالة القتال التي تعيشها منذ حوالي سبعة أعوام، لافتًا إلى أنّها ما زالت لاعبًا مهمًا جدًا في الشرق الأوسط، وذلك على الرغم من التآكل الذي يسببه القتال في قوتها، على حد تعبيره.
وطالب من القادة العسكريين والأمنيين الكفّ عن طمأنة الجمهور عبر نعي قدرة الجيش السوريّ المدرعة نتيجة الأزمة، ووردت أقواله في حديث خاص أدلى به لموقع موقع (ISRAEL DEFENSE) حيث أضاف إنّ الجيش الإسرائيليّ يعلم أنّ سلاح المدرعات السوري بات أكثر تدريبًا اليوم لأنّه يُحارِب.
وأشار إلى أنّه في حالة احتكاكٍ دائمٍ ومستمّرٍ في الحرب الأهليّة، ولكنه استدرك قائلاً إنّه على الرغم من ذلك، فإنّ ثمة تآكل لديه مردّه القتال المُتواصِل، إلا أنّه لا يزال قائمًا، مُوضِحًا أنّ المُدرعّات السوريّة هي بالتأكيد لاعبٌ جديٌّ بالشرق الأوسط، ولا حاجة إلى المُسارعة إلى نعي الفرق المدرعة وقدرة المناورة البريّة للجيش السوري، على حد تعبيره.
وسُئل الجنرال الإسرائيليّ عن دور المُدرعّات في حرب الصواريخ ضدّ عمق الكيان، فقال إنّ الجيش السوريّ شهد، قبل الحرب الأهليّة، ميلاً نحو نمط الحرب الصاروخيّة، حيث أغلق وحداتٍ مُدرعّةٍ وأنشأ مكانها وحدات كوماندو، كما أنّه تزوّد بصواريخ مُضادّة للدروع وبقدراتٍ هندسيّةٍ، وأقام السوريون منظومةً صاروخيّةً مُهمّةً جدًا، وهذا الميل لا يخص فقط المنظمات شبه العسكرية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة أنّ جهاتً أمنيّةً إسرائيليّةً تُلاحِظ ارتفاعًا في إطلاق صواريخ ارض- جوّ في سوريّة خلال الأشهر الماضية، مُضيفةً أنّه على ما يبدو فإنّ السوريين يُطلِقون الصواريخ المُضادّة للطائرات بشكلٍ خاصٍّ في محاولة للمحافظة على مجالهم الجوي نظيفًا، وفي سعيٍ لخلق حالةٍ من الردع، كما أكّدت المصادر الأمنيّة، التي وصفتها الصحيفة بالرفيعة جدًا في تل أبيب.
وبحسب الصحيفة فإنّ الاستنفار العاليّ في منظومة الدفاع الجويّ السوريّة يأتي على خلفية الاعتداءات الإسرائيليّة الأخيرة، وبحسب التقديرات، يأتي الاستنفار أيضًا مقابل سلسلة النشاطات المنسوبة "لإسرائيل" في السنوات الأخيرة التي نجحت فيها الطائرات بالدخول إلى المجال الجويّ السوريّ والعمل ضدّ نقل الوسائل القتالية أوْ محاولات إنتاج الأسلحة، فيما يسمى “معركة بين الحروب”، كما أكّدت المصادر للصحيفة العبريّة.
وزعمت الصحيفة أيضًا، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ النظام السوري انتقل من مرحلة كبح المسلحين وتنظيم “داعش” الإرهابيّ-المُتوحّش إلى مرحلة استقرار الأرض، ويسمح لنفسه بالقيام بأمورٍ أكثر ممّا كان لا يتجرّأ على فعلها في السابق. واختتمت المصادر الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة قائلةً إنّه بفضل الدعم الروسيّ، الإيرانيّ وحزب الله تعزّزّت قوّة الجيش السوريّ، وجنوده حققوا انجازات ونجحوا بإعادة أجزاءٍ واسعةٍ لم تكن تحت سيطرتهم في السنوات الـ8 الماضية، حسب قول المصادر في تل أبيب.
ولفت الموقع إلى أنّه في شهر آذار (مارس) الماضي سُجّل نموذج لقدرات الدفاع الجويّ السوريّ، عندما شخصت هذه المنظومة هجومًا إسرائيليًا ضدّ شحنة كانت مخصصة على ما يبدو إلى حزب الله، وفي أعقاب الهجوم أطلق السوريون صواريخ باتجاه طائرات سلاح الجو الإسرائيليّ، وفي ردٍّ استخدم جيش الاحتلال صواريخ “حيتس” للاعتراض، على حدّ تعبير المصادر ذاتها.
وغنيٌّ عن القول إنّ تزويد روسيا سوريّة بمنظومة الدفاع S300 تقُضّ مضاجع أركان كيان الاحتلال، إذْ أنّه على الرغم من مُحاولات تل أبيب منع الصفقة باءت بالفشل، وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأزمة بين تل أبيب وموسكو ما زالت مُستعرّةً، ولا يبدو حلاً في الأفق، كما ذكرت المصادر في تل أبيب مرّاتٍ عديدةٍ في الأسابيع المُنصرِمة. المصدر :رأي اليوم