أعلن مبعوث الولايات المتحدة الخاص لشؤون سوريا، جيمس جيفري، أن لدى الرئيس دونالد ترامب خيارات مختلفة للانخراط عسكريا في سوريا، بما فيها استراتيجية سبق أن طبقت في العراق.
وأشار جيفري، أثناء موجز صحفي عقده أمس في أعقاب اجتماع “المجموعة المصغرة بشأن سوريا” والتي تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة، أشار إلى أن الهدف الوحيد لتواجد القوات الأمريكية في سوريا هو دحر تنظيم “داعش”، مشددا على أن هذه المهمة تنحدر من التفويض الذي منحه الكونغرس للبنتاغون بشأن محاربة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر. ولكن الدبلوماسي الأمريكي ذكر أن الولايات المتحدة لن تبقى في سوريا إلى الأبد، بل حتى تحقيق شروطها، وهي إلحاق هزيمة نهائية بـ”داعش”، وانسحاب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا، وتنفيذ عملية سياسية لا رجعة منها.
وتابع: “لدى الرئيس، كقائد أعلى للقوات المسلحة ومدير سياساتنا الخارجية، خيارات مختلفة بشأن انخراط قواتنا. تذكروا كيف كنا موجودين ليس في شمال العراق، بل فوقه خلال 13 عاما ضمن إطار عملية المراقبة الشمالية”.
وانطلقت تلك العملية رسميا في عام 1997 لكن الولايات المتحدة وحلفاءها كانوا يعملون على تعزيز مناطق حظر الطيران فوق العراق منذ انتهاء حرب الخليج الثانية في عام 1991 وحتى غزو العراق عام 2003، وشهدت تلك العملية حوادث متعددة بين الطيران الأمريكي والدفاعات الجوية العراقية.
كما رفض جيفري الاتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة من قبل روسيا بالسعي إلى تقسيم سوريا عن طريق دعم الحركات الكردية الانفصالية والرافضة للحوار مع الحكومة، قائلا إن واشنطن متمسكة بوحدة الأراضي السورية ضمن حدودها الحالية.
كما تطرق جيفري إلى الخيارات غير العسكرية لتقديم مصالح واشنطن في سوريا، بما في ذلك مبادرات دبلوماسية أطلقتها الإدارة الأمريكية بالتعاون مع شركائها، وتشديد العقوبات ضد إيران.
وكان الرئيس ترامب قد أعرب مرارا في تصريحاته عن معارضته للحملات العسكرية التي شنها أسلافه في الشرق الأوسط، بما فيها غزو العراق ودعم المعارضة السورية.
وأعلن ترامب في وقت سابق من العام الجاري عن نيته إخراج القوات الأمريكية من سوريا، لكنه سرعان ما تراجع عن هذه الخطط واتخذت الإدارة الأمريكية منذ ذلك الحين خطوات في اتجاه معاكس.
وأكدت دراسة أعدها معهد واتسون للشؤون الدولية والعامة التابع لجامعة براون الأمريكية أن النزاعات التي أشعلتها الولايات المتحدة ضمن إطار “الحرب على الإرهاب الدولي” والتي أطلقتها عقب هجمات 11 سبتمبر، أودت بأرواح 500 ألف شخص على الأقل. المصدر: نيوزويك