تشهد الأوضاع في شمال سوريا تطورات لم تكن في حسبان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والفصائل الكردية الأخرى، التي باتت محاصرة بتنظيم داعش الإرهابي الذي تقدم على حسابها في اليومين الماضيين في ريف دير الزور الشرقي، وتركيا التي أعلن رئيسها رجب طيب أردوغان أن الجيش التركي سيقضي على المنظمات الإرهابية شرق الفرات قاصدا الوحدات الكردية المتواجدة في شمال سوريا والمدعومة من قبل واشنطن، ومن جهة ثالثة الجيش السوري الذي أعلنت الحكومة السورية أنه سيتوجه لاستعادة شرق الفرات بعد تحرير محافظة إدلب.
وكان تنظيم “داعش” الإرهابي، حقق الأحد، تقدماً في شرق ديرالزور، و اعتقل العشرات من أبناء المنطقة في حين اندلعت اشتباكات في عدة مناطق أدت لمقتل عناصر من قوات سوريا الديمقراطية “قسد”. وقالت مصادر إعلامية أن داعش حقق تقدماً ملحوظاً على أطراف بلدة “البحرة” الواقعة شرقي ديرالزور، من جهة البادية الشامية، وذلك بعد معارك مع (الوحدات الكردية) في المنطقة وأضافت أن الاشتباكات اندلعت أيضا بين “داعش” ومقاتلي “قسد” على أطراف بلدة “هجين” شرقي ديرالزور، وذلك عقب تسلل مجموعة من عناصر “داعش” إلى مواقع “قسد”.
وفي السياق نفسه، قال المرصد المعارض نقلاً عن مصادر أن الاشتباكات التي اندلعت في البحرة قرب هجين بين “داعش” و “قسد” ذات الغالبية الكردية و المدعومة من الولايات المتحدة أدت إلى مقتل 12 مقاتل و إصابة 20 آخرين من “قسد”. وأشارت المصادر إلى أن “داعش” استغل أحوال الطقس السيئة وغزارة هطول الأمطار وتشكل الضباب في المنطقة، لتنفيذ هجوم أسفر عن تقدمه في أطراف منطقة البحرة وتراجع الخطوط الدفاعية الأولى لـ”قوات سوريا الديمقراطية”، بسبب عدم جاهزيتها لمثل هذا النوع من الهجوم المباغت.
من جهة أخرى جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الثلاثاء الماضي، على أن بلاه عازمة على القضاء على المقاتلين الأكراد، شرقي نهر الفرات.
وقتل 4 مسحلين أكراد في قصف نفذته المدفعية التركية على قريتي كور علي وسليم، في عين العرب الحدودية مع تركيا، يوم الأربعاء الماضي.
إلا أن مصادر كردية ذكرت اليوم أن الولايات المتحدة لن تسمح لتركيا بدخول شمال شرق سوريا وستدافع عن الأكراد، وذكرت مصادر كردية (موقع منبج الحدث) أن القيادة الوسطى الامريكية “سانتكوم ” أعلنت وعلى لسان الكولونيل “شن راين ” اليوم الإثنين بأن القوات الامريكية مستعدة لمنع اي هجمات جديدة في المنطقة ومستعدة لمواجه “تهديدات لاعبين خبثاء ” في المنطقة في إشارة إلى التحركات التركية الاخيرة على الحدود مع سوريا.
وفي حديث له عن الدوريات الامريكية المشتركة مع حلفائها في قوات سوريا الديمقراطية قال راين إن القوات الأميركية بدأت منذ أيام تسيير دوريات على طول الحدود الشمالية الشرقية السورية لـ”مواجهة تهديدات لاعبين خبثاء” في المنطقة، في إشارة إلى التحركات التركية وشن هجمات على مناطق السيطرة الكردية .
وأضاف راين في تصريحات لقناة “الحرة” أن الدوريات الأميركية تتم بالتعاون مع الحلفاء في قوات سوريا الديموقراطية (قسد).
ولكن في الوقت ذاته، صرحت الحكومة السورية بأن شرق الفرات هو هدف للجيش السوري بعد استعادة إدلب فهل يتمكن الجيش السوري من عبور شرق الفرات بالرغم من الوجود الأمريكي؟؟
والجواب: لاحظنا كيف تقدم الجيش السوري منذ شهر باتجاه إدلب بالرغم من وجود نقاط للجيش التركي الذي يعتبر من أقوى جيوش المنطقة مما اضطر بأنقرة لتوقيع اتفاق مع موسكو بوجوب انسحاب المسلحين من إدلب وتسليمها للجيش السوري.
وبالتالي فإن من يقرر استعادة إدلب بالرغم من وجود قوات للجيش التركي، ويتقدم.. يستطيع أن يتقدم باتجاه شرق الفرات. وبالرغم من وجود عوامل دولية تتعلق بالتفاهمات الروسية الأمريكية، إلا أن روسيا أعلنت على لسان الرئيس الروسي أن وحدة وسيادة الاراضي السورية كاملة هي خط أحمر، وهنا ما يدفع للقول بأنه من المؤكد أن الجيش السوري سيعبر النهر وبيسعيد شرق الفرات. المصدر: شام تايمز