العراق: مقتل 6 من داعش بضربة جوية شمالي بغداد346 يومًا من العدوان على غزة.. الاحتلال يرتكب مجزرة في النصيرات 18 قتيلاً بتفجير إرهابي في الصومالاجتياح الضفة الغربية.. الاحتلال يهدم منازل ويجرف بنى تحتية في جنين وطولكرممذبحة غزة في يومها الـ334.. قصف حي الزيتون وترقب مقترح هدنة أميركي جديدالعوارض المتأخّرة لـ"الفوسفور الإسرائيلي": التهابات مميتة وأمراض مزمنة وصولاً إلى الإعاقةهروب أسرى من تنظيم"داعش" الإرهابي في الرقة و"قسد" تطاردهماستشهاد فلسطيني تحت تعذيب قوات الاحتلال بعد ساعات من اعتقاله في جنينحرب غزة بيومها الـ332.. قصف متواصل على القطاع المزيد من الشهداء والجرحى في قصف "إسرائيلي" على قطاع غزة
   
الصفحة الرئيسة القائمة البريدية البريد الالكتروني البحث سجل الزوار RSS FaceBook
حرمات - سوريا
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة Bookmark and Share
موت جديد ينهش من تبقى بعد الحرب...

كما لكل حرب خسائرها فجسدك هو الآخر يخرج بخسائر عديدة من تلك المعركة، سمي الورم بالسرطان البحري الذي يقبض على الأشياء بأرجله الكثيرة وكابلاته حتى يصعب انتزاعه عنه, وهذا يشير إلى صعوبة انتزاع الورم الخبيث، هذا المرض لم يعد بعيدا عن السوريين فالحرب لم تقتل وتدمر وحسب بل كان لها مخلفاتها.

كل ما حدث ويحدث يؤكد بأن الدول التي كانت تشارك في محاربة سوريا وتصدر الأسلحة لها.. كانت تجرب بالسوريين أسلحتها لنشر فيروس لم نكن نعلم ما هو ، والآن بتنا مدركين تماما حجم المصيبة التي وقعنا بها, فالسرطان أشبه بالوحش الذي كان يكبر بيننا في فترة الحرب و بات تفشيه بيننا جليا جدا في هذا الوقت. ما يحدث في سوريا اليوم يذكرنا بما حدث في العراق فمخلفات الحرب و الأسلحة الأمريكية قد فتكت بالشعب العراقي و اجتاحت الأمراض السرطانية و التشوهات الخلقية العراق في ذلك الوقت .

تشير الإحصائيات الأخيرة أن الأمراض السرطانية في سوريا تحتل المرتبة الأولى في الأمراض الأكثر انتشارا . في الحرب .. المياه و التربة و حتى الهواء لم يخلو من التلوث، كل هذا كان يساعد على انتشار الأمراض.. وفي فترة انقطاع الكهرباء لمدة طويلة كنا نلجأ لاستخدام المولدات الكهربائية وهذا سبب يساعد على التلوث وانتشار المرض بشكل أكبر.. فهل يوجد منزل في سوريا يخلو من هذه المولدات؟

ناهيك عن المناطق التي كانت محاصرة لأشهر وعن حال الناس داخل هذه المناطق منهم من كانوا يشربون المياه الملوثة خوفا من الموت عطشا.. ويأكلون الطعام الملوث، هذا في حال وجد الطعام خصوصا في المناطق التي كان يحاصرها الارهابيون او يسيطرون عليها لانهم كانوا يمنعون الطعام والدواء عن المدنيين وهو ما اثبت عندما خرجوا منها، حيث ان مخازن الطعام والدواء كانت مليئة الا انهم منعونها عن المدنيين الذين كانوا باشد الحاجة لها. وكلنا ندرك أوضاعهم الصحية و حتى النفسية و تدهورها في ذلك الوقت. ومن العوامل المسرطنة أيضا هي استخراج النفط بالطريقة البدائية غير النظامية فهي أحد أسباب التلوث و الإصابة بالسرطان وتساهم في زيادة انتشار الورم, حيث سيتم ملاحظتها على مدى سنوات كونها عملية تدريجية و أحيانا تحتاج إلى سنوات حتى تظهر.

وكشفت وزارة الصحة السورية, للوفيات المرضية عام2015، أن بين كل مريضين توفيا في المستشفيات السورية, كان واحد منهم يعاني من مرض السرطان, و الأمراض السرطانية احتلت المرتبة الأولى للأمراض الأكثر تسببا بالوفيات المرضية بنسبة 50,92%. وفي عام 2015 الجبهات كانت مشتعلة في أغلب المناطق السورية. وهذا انعكس سلبا على مستوى الرعاية الصحية في المستشفيات، إذ قضى نحو 85 ألف مريض في المستشفيات العامة و الخاصة, قرابة ال55 ألف منهم رجال و 30 ألف من النساء. اضافة الى التدمير الممنهج الذي تعرضت له المستشفايات المختصة لعلاج الاورام الخبيث مثل مستشفى الكندي في حلب وغيرها. ناهيك عن الحصار الجائر الذي تعرضت له سوريا وتم منعها من استيراد الدواء، وتم تدمير عدد كبير من معامل الادوية بفعل الارهاب.

كشفت الإحصائيات أن عدد المصابين بالأورام بلغ نحو 800 ألف مصاب. وفي عام 2014 لم تتجاوز نسبة الإصابة بهذا المرض ال 3%..لكن أرقام نتائج دراسة 2016 مخيفة وصادمة لنكتشف بأن ارتفاع نسبة الإصابة في سوريا إلى ال30%, ف50 إلى 55 شخصا يصاب بالسرطان يوميا.

يقول مدير الأمراض السارية د.أحمد ضميرية: 21 ألف حالة سرطانية جديدة متوقعة لغاية العام الحالي, بينما يؤكد رئيس قسم الأورام في مشفى ابن النفيس د.نضال خضر أن 72% من الحالات تأتي في مراحلها الأخيرة بسبب تجاهل المريض لأعراض المرض, ما يؤدي إلى تأخر التشخيص وتالياً يصبح الشفاء مستحيل.

وتقول دراسة بدأ إعدادها في شهر تشرين الأول عام2016, شملت 8 مشافي( البيروني الجامعي,الأطفال الجامعي,المواساة,تشرن الجامعي,ابن النفبس,زيد الشريطي في السويداء,حماة الوطني,زاي أزرق في حلب): أن 100 من 100 ألف شخص تقريبا يصاب يوميا بالسرطان في سوريا,10% منهم أطفال, أكدت إحصائيات عالمية أن عدد الوفيات الناتجة عن مرض السرطان في الدول النامية, يشهد تزايدا كبيرا نتيجة للحروب و غياب العلاج والكشف المبكر.

الأطباء في سوريا كانوا متوقعين زيادة نسبة السرطان نتيجة للحرب و المواد المؤكسدة والسامة التي انتشرت عن طريق الأسلحة المستخدمة في فترة الحرب, علاوة على انعدام النظافة و التلوث البيئي الذي أصاب معظم المناطق السورية, وهذا ما شكل بيئة حاضنة للجراثيم و الفيروسات التي تعد المسبب الرئيسي لبعض أنواع السرطانات.

وبالنسبة لمرضى السرطان فهم يعانون الأمرين للحصول على علاجهم, و يدفعون ضريبة الحرب, فسوريا في فترة الحرب كانت محاصرة اقتصاديا وهذا ما ادى إلى نقص كبير في توافر الأدوية السرطانية.

يذكر مختصين بمعالجة الأورام في مشفى البيروني في وزارة الصحة أن الكشف عن المرض في بدايته أفضل بكثيرمن الكشف عنه في مراحل متقدمة. المراكز الموجودة في سوريا لعلاج الأورام محدودة نوعا ما، ومستشفى البيروني يعد من أكبر المراكز في سوريا لعلاج الأورام, لكنه يواجه عددا من الصعوبات التي تحول دون تقديمه الرعاية الأمثل لمرض السرطان, وأبرز الصعوبات تتمثل بنقص كمية العلاجات الكيماوية التي تحصل عليها المشفى, نسبة إلى عدد المرضى, فالكثير من المرضى لا يحصلون إلا على الأدوية السامة للخلايا السرطانية, كما يسبب التوافر غير المنتظم للتيار الكهربائي خللا في تقديم العلاج الشعاعي, بما فيه العلاج الشعاعي الموضعي, أما العلاج بوحدة الكوبلات فلا يعمل دون وجود مصدر بديل للطاقة.

الدولة السورية تواصل الى الان توفير الدواء للمرضى ولكن لا يكفي لهذا العدد الكبير لذلك لجأ أغلب المرضى يقدمون على شراء العلاج بأنفسهم قبل التوجه للمستشفى، ويقتصر توافر العلاج على صيدلية واحدة في كل من حلب و اللاذقية ودمشق، الجدير بالذكر أن الأدوية السرطانية غالية الثمن فسعر الجرعة يزيد عن 250 دولارا للجرعة الواحدة، مما يصعب على الفقير شرائه وفي هذه الحالة يقف منتظرا دوره للحصول على العلاج المجاني من المشفى.أما بالنسبة للمراكز الأخرى في سوريا, فهي تقتصرعلى مشفى تشرين في مدينة اللاذقية, إضافة إلى شعبة للأورام افتتحت مؤخرا في مشفى حلب الجامعي, ومشفى زاهي أزرق في مدينة حلب, و تعد إمكانيات هذه المراكز محدودة جدا.

في النهاية نرى بأن الحرب لم تترك السوريين حتى بعد انتهائها.. وكأن الموت تعود على وجودهم بجانبه, وكأنه لا يريد مفارقتهم. في سوريا تعددت الأساليب والموت واحد, شعبها تذوق الموت بكل أنواعه, لكن ما ذنب الذي ظن بأنه خرج سالم من هذه الكارثة؟ هل سنقف متفرجين على هذه الأعداد التي تصاب يوميا؟.... هل سنكبح جماح هذا المرض الذي صب غضبه على السوريين أم سيبقى منتشر حتى نفقد السيطرة على معالجته؟

أخشى أن الناجي الوحيد من الحرب... لم يعد كذلك.
المصدر: النهضة


الحرب على سورياالأمراض السرطانيةوزارة الصحة السوريةسوريا

00:14 2018/10/28 : أضيف بتاريخ


معرض الصور و الفيديو
 
تابعونا عبر الفيس بوك
الخدمات
البريد الالكتروني
الفيس بوك
 
أقسام الموقع
الصفحة الرئيسية
سجل الزوار
معرض الصور و الفيديو
خدمة البحث
البحث في الموقع
اهلا وسهلا بكم في موقع حرمات لرصد إنتهاك المقدسات