قال مصدر «جهادي» لـ«السفير» إن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، (داعش)، افتتح مؤخراً معسكراً خاصاً لتدريب النساء والإناث من الأطفال على فنون القتال فيريف حلب الشرقي، في سياق إعداد وتأهيل كوادر نسائية، ستوكل إليهن عدة مهامفي المستقبل القريب، وذلك في محاكاة لمعسكرات تدريب الأطفال التي افتتحتهاالتنظيمات «الجهادية» المنتشرة على الأرض السورية. المصدر «الجهادي» الذي أكد أن هذا المعسكر يضم أكثر من 30 فتاة، تتراوح أعمارهن بين 15 و 30 عاماً، ونحو 20 طفلة لا تتجاوز أعمارهن الـ12 عاماً، بدأ يظهر نشاطه بشكل واضح في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، حيث تسير الفتيات في الشارع خلال بعض التدريبات، من دون أي احتكاك مع سكان المدينة، مضيفاً إن معظم هؤلاء الفتيات لسن من سوريا، وهو ما يتقاطع مع مصدر من سكان مدينة الباب أكد بدوره أن هؤلاء الفتيات، وخاصة الأطفال، يتحــدثن لهجة تبدو أنها من المغرب العربي، وأن بعضهن لسن عربيات حتى. وتابع المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه لملاحقة من أنصار التنظيم كونه يعيش بينهم على حد تعبيره، أن وجود هؤلاء الفتيات محاط بحذر شديد يحول دون احتكاكهن بالمواطنين، إلا أن وجودهن بات «حديث أهل المدينة». وفي حين يصعب الحصول على معلومات دقيقة عن نوع التدريبات اللي تتلقاها الفتيات في هذا المعسكر، يشير مصدر متابع لنشاط «الجهاديين» في سوريا إلى أنه يجري إعداد هؤلاء «الجهاديات» لمهمتين مختلفتين، الأولى تتعلق بتسيير شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم، حيث يقمن بمراقبة النساء والتأكد من تطبيقهن للقوانين التي فرضها التنظيم، من حيث اللباس، ومنع الاختلاط بالرجال، وتطبيق الأحكام على المخالفات، والثانية تتعلق بجبهات القتال، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن تظهر في سوريا عمليات تنفذها انتحاريات، على غرار بعض العمليات التي نفذها المتطرفون في العراق، خلال الأعوام السابقة. وخلال خوضه في تفاصيل هذه القضية، ربط المصدر بين الصراعات الأخيرة التي وقعت بين التنظيمات «الجهادية» في سوريا وبين هذا النوع من المعسكرات، موضحاً أن بعض الفصائل الإسلامية قامت خلال اقتحامها لقرى يسيطر عليها «داعش» بخطف عدة نساء لجهاديين، واقتيادهن على أنهن «سبايا»، حيث تناقلت عدة مواقع «جهادية» قصصاً لتعرض نساء «جهاديي داعش» للاغتصاب والتهجير خصوصاً في ريف حلب الشمالي، كما تعرض عدد من قياديي التنظيم لمحاولات اغتيال في مدينة الرقة، التي يسيطر عليها التنظيم على يد مسلحين يرتدون زياً نسائياً، الأمر الذي دفع «داعش» لإعادة التفكير بشكل جدّي بتجنيد النساء. وكانت أولى خطوات تجنيد النساء في «داعش» ظهرت في الرقة التي يسيطر عليها التنظيم بشكل كامل، حيث قام بتسيير دوريتين نسائيتين في شوارع المدينة للتأكد من التزام النساء بالزي الشرعي، إضافة إلى تفتيش بعض المشتبه بهن. ويعتمد التنظيم في المرحلة الأولى من تجنيد «الجهاديات» وتدريبهن على نساءقدمن إلى سوريا بصحبة أزواجهن وآبائهن، إضافة إلى بعض النساء اللواتي تم تجنيدهن عن طريق شبكات التنظيم المنتشرة في العالم، أو حتى عن طريق الانترنت، حسب ما يؤكد المصدر، والذي يوضح أن السوريات ما زلن حتى هذه اللحظة خارج نطاق هذا التوجه الجديد، ريثما يتم تأمين قاعدة يمكن من خلالهااجتذاب السوريات ودفعهن للعمل في هذا الاتجاه. وعن سبب تجنيد صغار السن، يشير المصدر إلى أن التنظيمات المتشددة بشكل عامترى بالأطفال «أرضاً خصبة لزراعة أفكارها وتنميتها، بهدفين أساسيين، الأوليتمثل بإمكانية الاستفادة من الأطفال بسبب سهولة توجيههم، وانقيادهم الأعمى، والثاني يتعلق بضمان استمرار فكر هذه التنظيمات لأجيال أخرى». المصدر: السفير