محاولات اسرائيلية لمنع ارسال منظومة اس 300 الى سوريا
يحاول الكيان الاسرائيلي بشتى الطرق منع ارسال منظومة صواريخ اس 300 الى سوريا وذلك من خلال اللجوء الى الولايات المتحدة الاميركية واطراف اخرى الا ان جميع محاولاته باءت بالفشل لحد الان.
ويبدو أن الخطوات التي اتخذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقيادة الروسية تجاه سوريا، هي رسالة إلى الكيان الاسرائيلي وبعض دول الإقليم والولايات المتحدة ودول الغرب بأن الكيل قد طفح في هذه التجاوزات غير القانونية والمنافية لكل الشرائع الدولية في الاستمرار بمحاولات تدمير دولة حليفة وذات سيادة.
أية محاولات لزيادة الضغط والاعتداءات لمنع السير في المسار السياسي للقضية السورية سوف يقابله مواجهة من حلفاء سوريا، ليس فقط على الساحة السياسية والدبلوماسية والإعلامية، وإنما في المجال العسكري الذي يفرضه الواقع على الجانبين، وفق معاهدات سابقة بدءا من معاهدة الدفاع المشترك أو الشراكة الاستراتيجية عام 1971 وصولا إلى كل الاتفاقات التي تم توقيعها خلال سنوات الحرب الماضية على سورية.
قرار الرئيس بوتين بتزويد سوريا بصواريخ "إس 300 " وأنظمة التحكم والحرب الإلكترونية ومنظومة التشويش الكهرومغناطيسية لإعاقة عمل الأقمار الصناعية والطائرات ماهي إلا مقدمة ، أو بالأحرى عنوان لمرحلة جديدة قادمة تبدأ كما قال بعض المحللين العسكريين والإستراتيجيين بتسليم دمشق كمية كافية من الصواريخ والمنظومات الحديثة والمتطورة جدا والملحقة بالدفاع الجوي، والذي سيعطيها إمكانية أكبر على الإنتشار على مساحة الجغرافيا السورية والقدرة على التعامل مع مزيد من الأهداف الثابتة والمتحركة جوا وبرا وبحرا مع أي إعتداء مهما كانت قوته وحجمه في المستقبل مع تقنية جديدة في الحرب الإلكترونية التي تحرف الصواريخ المعادية عن أهدافها أو مسارها وتشوش عليها ، أي أن الهدف من هذه المنظومات هو إيقاف التهديد الإسرائيلي بشكل كامل وتقويضه ومنعه من الوصول للمرافق الحيوية والعسكرية داخل الأراضي السورية بما فيها القواعد الروسية وصولا لمواجهة أي تهديد آخر من دول التحالف الغربي المعادي. وردا على القنصل الإسرائيلي السابق في روسيا ألكس بوكسلير، الذي حذر روسيا من أنه سيلحقها العار فيما إذا سلمت هذه الصواريخ لسورية ، قال احد الخبراء العسكريين الروس ان "إسرائيل" يمكن أن تحاول أن تتدخل في الأجواء السورية بعد أن تصل صواريخ "إس 300" ويتم نشرها ، وسترى "إسرائيل" فعليا ماهي قدرات هذه المنظومة ، هذا أولاً ، وأريد أن أذكر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق بأنه في العاشر من شباط/فبراير العام الحالي كان الجيش السوري قد أسقط طائرة إسرائيلية ، أسقطها بصواريخ "إس 200 "القديمة نسبيا، إذا كما ذكرت الكرة الآن في الملعب الأسرائيلي، وأريد أن أشير إلى أن هذا الرد العصبي والقلق لدى "إسرائيل" يوضح تماما أن "إسرائيل" لن تستطيع أن تتحرك بحرية في هذه الأجواء كما كانت تتحرك في السابق، نذكر أنه بعد إسقاط الجيش السوري الطائرة الإسرائيلية في شهر شباط/فبراير الماضي قامت "إسرائيل" بقصف المواقع السورية من الأجواء اللبنانية ومن البحر المتوسط ، الآن سيتم إغلاق على الأقل أحد هذين الإتجاهين أي البحر المتوسط ، والشيء الثاني هذه الصواريخ ليس قادرة فقط على إسقاط الصواريخ فوق سوريا أو مياه البحر المتوسط أو الأجواء اللبنانية بل هي قادرة على الوصول إلى الأجواء الإسرائيلية نفسها ،إذا هذه التصريحات وهذا الرد العصبي للطرف الإسرائيلي هو نتيجة التحركات الروسية الحاسمة لمنع "إسرائيل" من أن تتحرك بحرية كما في السابق".
وكان يحلم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بالحصول على منظومة "إس-300" فقد طلب حافظ الأسد من موسكو، في آخر زيارة له قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، بتزويد سوريا بالمنظومة الصاروخية "إس-300".
وزار الرئيس السوري الراحل في عام 1987 الاتحاد السوفييتي، وجرت محادثات بينه وبين رئيس الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف، وطلب حافظ الأسد حينها تزويد سوريا ب"إس-300" ولكن غورباتشوف رفض الطلب حينها، وبعد ذلك في أوائل التسعينات توقفت صادرات موسكو من الأسلحة إلى سوريا وكان السبب الدين الكبير الذي كان يتوجب على سوريا دفعه. وعندما جاء عصر بوتين عادت صادرات الأسلحة الروسية إلى سوريا، وكان يريد تزويد سوريا بـ "إس-300"، عندما حلقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، لكي يمنع طائرات تل أبيب من التحليق مرة أخرى فوق القصر الرئاسي، ولكن تل أبيت استخدمت كل قواها لمنع الصفقة، ولم تتم حينها أيضا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ نظيره السوري بشار الأسد، يوم الاثنين الماضي ، عن خطط تسليم سوريا منظومة صواريخ "إس — 300"، وذلك بعد أسبوع من سقوط الطائرة الروسية فوق مياه البحر المتوسط قبالة السواحل السورية.
وقالت الرئاسة السورية، في بيان لها، إن "الرئيس بوتين أبلغ الأسد، خلال اتصال هاتفي، بأن روسيا ستطور منظومات الدفاع الجوي السورية وتسلمها منظومة "إس — 300" الحديثة"، محملا "إسرائيل" مسؤولية إسقاط الطائرة.
وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو قال، في وقت سابق، إنه بأمر من الرئيس فلاديمير بوتين، سيتم تزويد سوريا بمنظومة الدفاع الجوي "إس — 300" خلال أسبوعين، وهي قادرة على اعتراض الأهداف الجوية على مسافة تتجاوز 250 كم.
وبمجرد تسليم روسيا لسوريا منظومة الدفاع الجوي "إس-300" يكون بذلك تحقق حلم حافظ الأسد بعد رحيله.
وتعكف القيادة العسكرية الروسية على فرض قواعد اشتباك جديدة في سوريا، وقالت مصادر روسية مراقبة، إن إعلان موسكو عن تسليم النظام السوري منظومة "إس 300"، هدفه بعث رسالة إلى "إسرائيل" ودول حلف الأطلسي عن عزم القيادة العسكرية الروسية على السيطرة الكلية على الأجواء السورية.
واعتبر مراقبون في الكيان الاسرائيلي ، أن تسليم هذه المنظومة الصاروخية الى سوريا يعتبر تصعيداً سياسياً روسيا خصوصاً أن الإعلان بشأن إرسال منظومة "إس 300"، جاء بعد أيام من زيارة وفد عسكري "إسرائيلي" للدفاع عن موقف تل أبيب بشأن موضوع إسقاط الطائرة الروسية فوق مياه اللاذقية على الشاطئ السوري.
على صعيد ذي صلة، أعرب الخبير العسكري الروسي، إيغور كوروتشينكو، عن قناعته بأن القيادة الروسية ستتخذ التدابير اللازمة لمواجهة أي محاولات "إسرائيلية" لتقويض توريد منظومات "إس 300" لسوريا.
وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية، اعتبر كوروتشينكو، أن قرار توريد منظومات "إس 300" لسوريا يمثل رداً مناسباً تماماً على تصرفات "إسرائيل" التي تتحمل مسؤولية تحطم طائرة "إيل 20" الروسية. وأشار إلى أن من المهم عدم السماح لـ"إسرائيل" باستهداف الطائرات أو السفن التي ستنقل هذه المنظومات إلى سوريا، وهو احتمال لا يمكن استبعاده.
وتابع: "من المتوقع أن تتخذ القيادة العسكرية الروسية إجراءات لمنع تحقيق هذا السيناريو وأن أي محاولات للجانب الإسرائيلي لتدمير (إس 300) ستقمع بكل قوة وحزم".
ووفقا لوسائل الاعلام الروسية فإن موسكو تنوي توريد 8 بطاريات من منظومات الصواريخ المضادة للطيران "إس-300" لسوريا. ويعتمد الدفاع الجوي السوري اليوم على منظومات الدفاع الجوي البعيدة المدى "إس-200" التي تم توريدها من الاتحاد السوفيتي في بداية ثمانينات القرن الماضي وعلى المنظومات القريبة المدى "إس-125" و"بانتسير-إس1".
ويُعتقد أن ضم منظومات "إس-200" إلى منظومات "إس-300 فافوريت" سيزيد إمكانياتها.
وقالت جريدة الرصد العسكري "ميلتري ووتش" إن منظومة "إس-300" أقوى من "إس-200" ومنظومة "باتريوت" الأمريكية ولكن لا يمكن وصفها بآخر صرعات التقنية، إذ توجد منظومات أكثر تطورا مثل "إس-400".
وتبقى منظومة "فافوريت"، مع ذلك، واحدة من أفضل وسائط الدفاع الجوي. وتضمن صواريخها "38إن6يي" التي تحمل رؤوسا مدمرة تزن 150 كيلوغراما ويصل مداها إلى 200 كيلومتر أن يغدو الدفاع الجوي السوري واحدا من أفضل الانظمة الدفاعية الصاروخية في منطقة الشرق الأوسط، حسب "ميلتري ووتش".
ووفقا للجريدة فإنه من المشكوك فيه أن مقاتلات "إف-15" و"إف-16" التي يستخدمها الطيران الإسرائيلي لتوجيه الضربات الجوية لسوريا تستطيع أن تتحدى صواريخ "إس-300". وحتى مقاتلات "إف-35" يمكن أن تكون عاجزة أمام "فافوريت".
وأضافت الجريدة أنه مهما يكن من أمر فإن منظومات الدفاع الجوي الجديدة في سوريا ستكون أكثر خطورة على المعتدين من سابقاتها. المصدر: سبوتنيك