“دافعوا عن البطارية بستارة نارية”، عنوان مقال نيقولاي سوركوف، وأليكسي رام، في “إزفستيا”، كيف تمكن الخبراء الروس من تنظيم دفاع فعال في دير الزور رغم الهجوم المباغت الذي تعرضوا له.
وجاء في المقال: لجأ المدفعيون السوريون أثناء قتالهم الإرهابيين في دير الزور إلى تكتيك جديد هو الستارة النارية، ما مكنهم من صد الهجوم الليلي المباغت والحيلولة دون تدمير البطارية.
استمرت المعركة حوالي الساعة. ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، تم القضاء على 43 إرهابيا وتدمير ست عربات مخصصة للأراضي الوعرة مزودة بأسلحة من العيار الثقيل.
هدف التكتيك المتبع عدم السماح للعدو بالوصول إلى النقطة المستهدفة. فيتم صب ستارة من نيران المدفعية أمام رتل عربات المهاجمين (حاجز ناري بالتعبير العسكري). شاحنات الـ”بيك آب” التي يستخدمها الإرهابيون غير مدرعة ولذلك لا تستطيع مقاومة الانفجارات والشظايا.
المدفعية، صنو الطيران، من أهم أسلحة القوات الحكومية. فمدافع الهاوتزر والهاون وراجمات الصواريخ تدمر تحصينات (المجاهدين) وآلياتهم وتقضي عليهم. ولذلك، كما يقول الخبير العسكري أنطون لافروف، يحاول الإرهابيون تدمير وحدات المدفعية بأي ثمن. فخلاف الطائرات والمروحيات التي تأتي من مطارات محمية تقع على بعد مئات الكيلومترات، تجد سلاح المدفعية دائما في منطقة العمليات القتالية.
وفي الصدد، قال أنطون لافروف: على الأرجح، رصد المقاتلون بطارية المدفعية على مدى طويل، وحين تمكنوا من تحديد موقعها، قاموا بمهاجمتها. ومن الواضح أنهم راهنوا على القضاء على المدفعيين جميعا.. الأرض في دير الزور صحراوية ومكشوفة. ومن المستحيل تأمين دفاع كامل هناك. ولذلك تتحول الشاحنات المسلحة الصغيرة (بيك آب) إلى سلاح خطير جدا. فبواسطتها يتمكن المقاتلون من القيام بغزوات مخفية من عشرات الكيلومترات، وتوجيه ضربات مفاجئة.
على مثل هذه السيارات، يتم تثبيت مدافع هاون ورشاشات ثقيلة وحتى أسلحة مضادة للدبابات. ولذلك يتمكن المقاتلون على سيارات الـ”بيك آب” من مواجهة حتى وحدات الدبابات.
بفضل المستشارين الروس بات سلاح المدفعية السوري فعالا إلى حد بعيد. فكما لاحظ الخبير العسكري فلاديسلاف شورغين، لم يعد مقاتلو المدفعية يفقدون اهتداءهم عند تعرضهم لهجوم مفاجئ، بل يصدون بفاعلية هجوم الجهاديين المؤلل.
وأضاف شورغين: تتطلب مواجهة سيارات الـ”بيك آب” المسلحة درجة عالية من التماسك والتدريب عند الجنود. ينبغي فتح النار بسرعة والحفاظ على غزارة نيران عالية ونقل النيران بين الأهداف بدقة. وبالنظر إلى الخسائر التي تكبدها المهاجمون، يمكن القول إن رجال المدفعية أجادوا ذلك. المصدر: سوريا الآن