الجيش السوري يضع اللمسات الأخيرة على معركة جنوب العاصمة
تستمر العملية العسكرية للجيش السوري على المعقل الأخير للجماعات الإرهابية في محيط العاصمة، إذ كثفت الوحدات المقاتلة من عملياتها الهجومية في الأسبوع الثاني من عمر المعركة.
حققت أمس وحدات الجيش السوري العاملة على محور حي الزين (شرق الحجر الأسود) إنجازا استراتيجيا بتمكنها من الالتقاء مع الوحدات المهاجمة من محور الأعلاف (غرب الحجر الأسود) في دوار العلم وبالتالي شطر الجيب الإرهابي إلى قسمين ، قسم أول (شمالي) يضم الأجزاء الشمالية من حي الحجر الأسود مع الجزء المتبقي من مخيم اليرموك بالإضافة إلى الأطراف الجنوبية من حي التضامن وقسم ثاني (جنوبي) يضم الأحياء الجنوبية لحي الحجر الأسود.
هذا التقدم الهام وفر للجيش السوري سهولة أكبر في إدارة المعركة لاسيما أن القوات المهاجمة قطعت أوصال الجيب الإرهابي وضربت العمق اللوجستي للإرهابيين ، وعثر الجيش السوري خلال تمشيطه للمنطقة المحررة على مستودعات للذخيرة والعتاد العسكري من ضمنها قذائف ضد الدروع.
وكثّف الجيش السوري اليوم من عملياته البرية في مختلف محاور الاشتباك ( ما تبقى من مخيم اليرموك والتضامن والحجر الأسود) لتدور معارك عنيفة مع الإرهابيين استطاع من خلالها السيطرة على مبنى بلدية الحجر الأسود و صالة نادي عمال القنيطرة بالقسم الجنوبي للجيب الإرهابي.
فيما عمل سلاح الجو الحربي على قصف الأهداف المحصنة للإرهابيين داخل الحجر الأسود ومخيم اليرموك ما أدى إلى تدمير عدة مقرات لهم، بالإضافة إلى قتل جميع من بداخلها من إرهابيين.
وصرّح مصدر ميداني لـ دمشق الآن بأن الجيش السوري يضع اللمسات الأخيرة على عملية جنوب العاصمة، إذ أن الإرهابيين في حالة انهيار شديد بعد شطر جيبهم الإرهابي إلى قسمين، كما أن ضربات الجيش السوري استنزفت الجزء الأكبر من قوتهم وثقلهم الدفاعي، فضلا عن تكثيف العمليات الهجومية المتلاحقة للوحدات البرية.
وتعد معركة جنوب العاصمة من أصعب وأعقد المعارك كونها مناطق سكنية وعشوائيات متلاصقة يربطها ببعضها شبكات معقدة من الخنادق والأنفاق الطبقية.
وبالتزامن مع المعارك الحامية في مخيم اليرموك والحجر الأسود، يستمر تطبيق اتفاق يلدا وببيلا وبيت سحم بين الدولة السورية والجماعات المسلحة، فقد خرج يوم أمس مئات الإرهابيين مع عائلاتهم بـ 32 حافلة إلى الشمال السوري وتتجهز الدفعة الثانية للخروج مساء اليوم، وكانت الدولة السورية قد أبرمت اتفاقاً مع الجماعات المسلحة في يلدا وببيلا وبيت سحم يقضي بترحيل المسلحين الرافضين للمصالحة إلى الشمال السوري بعد تسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة وتسوية أوضاع من يرغب بالبقاء، على أن يتم تنفيذ كامل بنود الاتفاق قبل بداية شهر رمضان المبارك.
بانتهاء العملية العسكرية في جنوب العاصمة وإتمام اتفاق البلدات الثلاث يكون الجيش السوري قد أنهى التواجد المسلح في دمشق وريفها. المصدر: دمشق الآن