كان وسيم زينة يعمل في تصميم الديكورات الا ان الحرب الكونية على ومشاهدته تكالب الدول الاقليمية والخارجية على وطنه سوريا، ومنظر سقوط الشهداء من الاطفال والنساء والشبان والشيوخ اثر على نفسه وصمم ان يلتحق بالجيش السوري للدفاع عن وطنه، وفي السطور التالية شرحا مقتباسا عن حياة هذا المناضل الذي فقد رجله اليمنى دفاعا عن وطنه.
قبل خمسة أعوام ترك الشاب الثلاثيني “وسيم زينة” عمله في تصميم الديكورات المنزلية ليلتحق، مع انطلاق الأزمة في سوريا، بقوات الدفاع الوطني .
خضع للعديد من الدورات القتالية القاسية وتدرب على مختلف صنوف الأسلحة، حتى أوكلت له مهمة التدريب على استخدام القناصة ليصبح من المقاتلين الماهرين في استخدامها.
“الواجب الوطني” وفي لقاء خاص لـ”سبوتنيك”، تحدث “وسيم” عن رحلته كمقاتل في القوات الرديفة للجيش السوري، وقال: شعرت بالحزن لما آلت إليه الأوضاع في سورية، كما دفعتني دماء الأطفال والنساء الذين قضوا بغير حق لأن ارد الظلم عنهم.
فمن ريف اللاذقية انطلق في قتال الإرهابيين لينتقل بعدها إلى ريف “حلب”، فقد ساهم مع أصدقائه في تحرير طريق “خناصر”، ومن ثم بلدة “السفيرة”، و”معامل الدفاع”، وكثير من المناطق.
“عمليات نوعية ” يقول “وسيم” مع قدوم الحليف الروسي إلى سوريا تغيرت المجريات الميدانية، وخاصة مع وجود زخم جوي أحدث إرباكا في صفوف المسلحين، حيث تحولت المهام القتالية من الدفاع إلى الهجوم وهنا كانت بداية معارك تحرير ريف اللاذقية.
ومع تقسيم الجبهة إلى محاور أوكل له مع عدد من المقاتلين مهمة تحرير التلال الجبلية الواقعة في الشمال الشرقي للريف، ليبدأ العمل مع مجموعات قتالية قليلة العدد ومختلفة الاختصاصات تناسب الطبيعة المعقدة جغرافياً، فمعظم التلال عبارة عن مرتفعات صخرية تحتوي على كثافة أشجار وتحتاج لتدريب عالي. اعتاد “وسيم” على هكذا نوع من الأعمال القتالية وتمكن مع رفاقه من تحرير عدد من التلال الاستراتيجية، وقال إن تلتي “الغنمة والغدر” كانتا البوابة الأهم لتحرير ريف اللاذقية، وهي التي ساهمت في الدخول عشرات الكيلومترات في عمق المجموعات المسلحة.
“الإصابة والبتر” بينما يحتفل عدد من الجنود المقتحمين بتحرير “تل الزيارة” يسمعون صوت انفجار قريب منهم، وإذا بالشاب “وسيم” مستلق على الأرض ينزف دماً وقد بترت ساقه اليمنى وتظهر عليه إصابات أخرى. لم يغب عن الوعي وظل يمازحهم متمتعاً بروح الجندي المقاوم الذي يهزم الموت، فلم تبعده الإصابة عن ساحات القتال حتى عندما كان في فترة الاستشفاء وكان يزور مواقع الاشتباك بشكل مستمر مرتدياً زيه العسكري حاملاً سلاحه.
يتحدث “وسيم” عن العلاقة الحميمة بين الجنود، وقال “هي سر النجاح في الميدان والسلاح الأقوى في الحرب التي نخوضها في وقتنا هذا”. يزوره الكثير من رفاقه الذين تعرضوا للإصابة أثناء المعارك، يشعر بالسعادة عندما يلتقي بالمقاتلين وهم في طريقهم لتأدية أي مهمة خارجية، وإصابته لم تمنعه من ممارسة حياته وهو ينتظر تركيب الطرف الاصطناعي لكي يعود إلى ساحات القتال.