لماذا تريد أمريكا تريد تهريب الدواعش من قبضة معتقليهم؟
وصف السياسي السوري سعد القصير، إعلان مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أن بلادها ترغب في إعادة المقاتلين الأجانب في تنظيم "داعش" الإرهابي إلى بلادهم لمحاكمتهم، الذين أسرتهم بعض الفصائل التابعة لأمريكا، بأنه يكشف وجه أمريكا الحقيقي.
وقال القصير، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي خلقت تنظيم "داعش" الإرهابي، وأطلقته في سوريا بهدف تدمير البنية التحتية للدولة السورية، والقضاء على تماسك الدولة، وهي الآن تحاول أن تجمع البذور التي رمتها من الأرض، من خلال تهريب "الدواعش" من قبضة الفصائل التي اعتقلتهم.
وأضاف السياسي السوري، أن أمريكا هي التي أمدت التنظيم في العراق وسوريا بالسلاح والمال اللازم للتمويل، وأيضاً زودتهم بما يحتاجونه من المقاتلين الأجانب، وبالتالي لن تصمت حيال سقوط هؤلاء المقاتلين في الأسر، فهم بالنسبة لها رجالها بشكل غير مباشر، والآن تسعى لتحريرهم، تحت مسمى إعادتهم لبلادهم لمحاكمتهم هناك.
ولفت السياسي السوري إلى أن أمريكا سبق لها أن ادعت ضرورة معاملة المقاتلين "الدواعش" الخارجين من الرقة ودير الزور باعتبارهم أسرى حرب، وتولت طائراتها نقلهم إلى إدلب، ليتضح فيما بعد أن الولايات المتحدة نقلتهم إلى بؤر أخرى مشتعلة، على الرغم من الخلاف الذي كان دائراً بشأن ضرورة اعتقال هؤلاء للحصول على معلومات خاصة بالتنظيم.
وتابع القصير، أنه "على الفصائل المسلحة أن تدرك أنها إذا قامت بتسليم الدواعش إلى أمريكا، بحجة إعادتهم إلى بلدانهم ليلقوا المحاكمات هناك، فإنها ستكون بهذه الطريقة تطلق سراحهم دون مقابل، بل إن هؤلاء المقاتلين الدواعش سيكونوا خطراً على هذه الجماعات نفسها، لأنهم سيكونون عرضة لانتقامهم، بسبب اعتقالهم في السابق".
وشدد على ضرورة أن "تتصدى روسيا وإيران والدول الصديقة لسوريا، للمحاولات الأمريكية لإطلاق سراح الدواعش الواقعين في الأسر مرة أخرى، والتصدي لكافة الادعاءات المماثلة، بالإضافة إلى محاسبة الولايات المتحدة، التي تقود تحالفاً في سوريا تزعم أنها تحارب من خلاله الإرهاب، على كل دعمها للدواعش منذ بداية الحرب في سوريا".
وكانت مسؤولة كبيرة بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أوضحت أنه بعد أن أسرت فصائل مدعومة من الولايات المتحدة في سوريا عددا كبيرا من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، ترغب الولايات المتحدة في عودة المقاتلين الأجانب منهم إلى بلادهم لمحاكمتهم.
ووفقا لما نقلته وكالة "رويترز"، حظي السؤال الخاص بكيفية التعامل مع المقاتلين الأجانب الأسرى بالاهتمام. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه، إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع بريطانيا بشأن ما يتعين فعله معهم لكن لا توجد خطط في الوقت الراهن لترحيلهما إلى الولايات المتحدة أو معتقل جوانتانامو.
وستجتمع وفود نحو 12 دولة عضوا بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يقاتل تنظيم "داعش"، في روما هذا الأسبوع حيث ستؤكد الولايات المتحدة على لسان رئيس وفدها وزير الدفاع جيم ماتيس على ضرورة أن تستعيد الدول مواطنيها الذين كانوا يقاتلون في صفوف التنظيم الإرهابي. المصدر: رويترز