على قدم وساق تجري عمليات الجيش السوري وحلفائه لتحرير إدلب من إرهابيي “جبهة النصرة” وأعوانها. لم ينم الجيش السوري على انتصاراته بعد القضاء على دولة “داعش” المزعومة، فحرب الإرهاب وتطهير الوطن يتطلب الاستمرار وبذل جهود كبرى، وهكذا باغت الجيش والحلفاء الإرهابيين ـ في إدلب وما تبقى من ريف حلب الجنوبي أو من مناطق محاذية في ريف حماه – ليتنفسوا الصعداء، فقد دأبت القوات السورية على العمل من أجل تحرير ما تبقى من مناطق للدخول إلى إدلب وتحريرها.
القصة بدأت في نهاية عام 2017 تدريجياً، وبدأ العمل العسكري أقرب إلى القضم والمراحل المتتالية، ليصل الجيش السوري إلى أهم المعاقل من الناحية العسكرية التكتيكية والاستراتيجية وهو مطار أبو الضهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي، الذي يجعل الجيش السوري يدخل إلى عمق ريف أدلب الجنوبي، ويضرب خطوط الدفاع التي تقيمها “جبهة النصرة” الإرهابية لمنع تقدم القوات نحو مدينة إدلب التي تمتلك ثقلاً جغرافياً هاماً في خريطة العمليات العسكرية السورية، كونها تجمع بين مناطق عدة تمتدُ على طول الجغرافيا السورية، فضلاً عن امتداداها على طول شريط المناطق الحدودية المرتبطة بالجانب التركي، وهذا يبين حجم الأهمية الاستراتيجية الكبرى لمحافظة ادلب.
ما الأهمية الاستراتيجية للمطار؟ يعتبر إنجاز تحرير مطار أبو الضهور العسكري الأكثر أهمية في هذه المعركة بحسب تطورات الساعات الأخيرة والمتغيرات الكبيرة التي حصلت تتابعاً، حيث يعد مطار أبو الضهور ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا ويضم 22 مدرجاً، ويبعد عن مدينة إدلب مسافة 50 كم، وعن حلب 50 كم.
ويقع أبو الضهور بين إدلب (الجهة الشرقية) وحماه، ويمتلك أهمية استراتيجية لامتداد مساحة المنطقة المحيطة به، وتبلغ مساحة المطار 8 كلم مربع.
ويشكل هذا المطار نقطة ارتكاز متقدمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقاعدة مناسبة لإطلاق طوافات القتال والدعم، وربط محاور التقدم في أي عملية واسعة في كل الاتجاهات، كان المطار مقرا لثلاثة أسراب جوية هي: السرب 678 ميغ 23، السرب الثاني طائرات التدريب ال39 وسرب ميغ 21.
وستتيح السيطرة على المطار نقطة انطلاق تالية لكون المنطقة قريبة من حلب وقريبة كذلك من أتوستراد حلب- حماة ليكون خط إمداد رئيس لوحدات الجيش وتطويق المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين. كما ستسهل السيطرة على هذا المطار، إمكانية الوصول إلى بلدتي الفوعة وكفريا.
وقد تحول المطار إلى أول قاعدة عسكرية يستعيدها الجيش السوري في ادلب، لذلك تعتبر السيطرة على المطار غاية من الأهمية، وكما كانت معركة فك الحصار عن مطار كويرس مفتاحاً لتحرير شرق حلب وصولاً حتى الفرات، فإن معركة تحرير مطار أبو الضهور ستكون مفتاحاً مفصلياً لتحرير إدلب وما تبقى من أرياف حلب، وتالياً الانتصار على وجه آخر من الإرهاب.
ضربة لمؤامرة الارهاب وهكذا يكون الجيش السوري، قد سدد ضربة قوية جداً لجماعات الإرهاب في إدلب، تحمل رسالة قوية جداً بأن تحريرها أصبح قريباً، وبالتالي أسقط مسار الحسم هذا من قبل الجيش السوري والحلفاء في محور المقاومة، رهانات المتأمرين على تقسيم الدولة السورية عسكرياً وسياسياً، سيما أنه سيشكل ليس ورقة قوية هامة في محادثات سوتشي واستانا فقط، إنما الورقة النهائية للقضاء على الإرهاب ومشروعهم حيث سيكون الموقف السوري الأقوى الذي ستؤديه هذه الورقة بأن الدولة السورية حررت كل التراب السوري وهو إثبات على مدى أهمية وجود هذه الدولة ووحدة كيانها، ويؤكد من جديد تماسك أكثرية السوريين والتفافهم حول دولتهم للتخلص من مؤامرة الإرهاب الذي فرض على سوريا. المصدر: العهد