"ابو مالك التلي" ينشق عن الجولاني ويؤسس "جيش الشام"
تتدهور الأوضاع بسرعة كبيرة داخل ما تسمى هيئة تحرير الشام "النصرة"، بين أميرها العام أبو محمد الجولاني وقيادات سورية داخل جسم الهيئة تعمل مباشرة مع تركيا وتحاول التخلص من إمارة الجولاني عليهم، عبر الابتعاد عنه وعدم الإلتزام بأوامره.
فبعد قطاع البادية الذي انشق عن الجولاني دون الإعلان عن هذا الإنشقاق وقيام الجهاز الأمني في هيئة تحرير الشام الذي يتبع للجولاني بطرد رمضان أحمد العيس الملقب أبو شامل من منزله في قرية كفرسجنة (إدلب) -العيس الذي كان سجينا في العراق يتولى عملياً إمرة قاطع البادية في "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" بعد انشقاقه عن أحرار الشام منتصف العام الماضي- ينشق أمير "جبهة النصرة" في القلمون سابقا عن الجولاني، ويعلن عن تأسيس جيش الشام في الشمال السوري، حسب مصادر في المعارضة السورية.
المصادر التي خصت "موقع العهد الأخباري" بحديثها قالت أن "هناك خلافات كبيرة بين المجموعات المسلحة الآتية من المنطقة الوسطى في سوريا خصوصا في حمص والقلمون، وبين الجهاز الأمني التابع للجولاني، وقد عمد الأخير الى وضع المسلحين الآتين من القلمون ومن حمص في مخيمات خاصة، بعيدة عن مراكز البلدات والقرى التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام النصرة".
وتشير المصادر إلى "منع الجهاز الأمني التابع لهيئة تحرير الشام المسلحين الآتين من القلمون ومن حي الوعر في حمص من الحصول على أسلحة متوسطة وثقيلة"، وتؤكد المصادر نفسها أن "جهاز الأمن التابع لـ "هيئة تحرير الشام" يقوم بمداهمات دورية للمخيمات والمنازل التي يقيم بها النازحون من القلمون وحي الوعر، كما ان جهاز الجولاني يضيق الحركة على شرعي "جبهة النصرة" سابقا في القلمون مصطفى صالح عامر المصاب بحروق خطيرة في ظهره اثناء معركة القلمون الأخيرة، وقد ذهب مصطفى العامر الى تركيا للمعالجة من حروقه لكنه اضطر للعودة إلى إدلب بعدما أبلغه الأتراك انه غير مرغوب به في تركيا وهو يعاني من أوجاع وحروق خطيرة في جسمه ويتم مداواته في مستوصف عادي في ريف إدلب".
المصادر السورية المعارضة تقول أن "تركيا التي تعمل على تفكيك "جبهة النصرة"، استمالت أمير النصرة السابق في القلمون جمال حسين زينية الملقب أبو مالك التلي الذي يعمل حاليا على تأسيس قوة عسكرية مستقلة عن الجولاني تحمل اسم "جيش الشام""، وتؤكد المصادر أن "التلي دعا الشباب الآتين من حمص ومن القلمون للإنضمام الى الجسم العسكري الجديد حاصرا اعضاء جيش الشام المزمع انشاؤه بأبناء الشام وتحديدا أبناء مدينة حمص والمنطقة الوسطى دون غيرهم".
وتشهد "هيئة تحرير الشام ـ النصرة" حالات انشقاق غير معلنة منذ عدة أشهر على خلفية اتفاق تركيا مع روسيا وإيران في استانة على إنهاء تواجد "النصرة" في إدلب وريفها، وتحاول تركيا الإلتفاف على هذا الاتفاق بالعمل على تفكيك النصرة وإخراج ما يمكن لها إخراجه منها حماية له من الهجوم الروسي السوري الإيراني. كما تنقل مصادر سورية معارضة عن مسؤولي مجموعات مسلحة في الشمال السوري قالوا أن ضباط اتراك يرددون هذه العبارة على مسامعهم بشكل مستمر، وتريد تركيا ان تحافظ على الجسم السوري في هيئة تحرير الشام ورقة ضغط بيدها في المفاوضات النهائية حول التسوية في سوريا، فضلا عن رغبة تركية بضم المنشقين عن الجولاني الى درع الفرات لاستخدامهم في حرب ضد اكراد سوريا تخطط تركيا لإشعالها
في السياق يواصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدم شرق سكة الحديد في ريف إدلب الشرقي، وقد حرر الجيش السوري اكثر من مائة وخمسين قرية وبلدة ووصل الى مشارف بلدة سنجار الإستراتيجية التي تشكل مفتاحا أساس لتحرير مطار أبو الظهور العسكري الهدف القادم للجيش السوري وحلفائه، ويعتبر المطار منصة اساس لأية عملية عسكرية قادمة في سهل الغاب ولتحرير مدينة إدلب وفك الحصار عن بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين منذ اربع سنوات تقريبا. المصدر: موسوعة خبر