هيروشيما أو دريسدن ؟ ..حتى الأشباح لا تسكن بقايا «الرقة»
منذ إعلان قوات “قسد” الكردية ما قالت إنه “تحرير” لمدينة الرقة، حتى انهالت الصور من المدينة، صور كان وقعها صاعقاً على أهالي الرقة النازحين، وعلى وسائل الإعلام، الغربية منها خصوصاً، التي تناقلتها مع عبارات الدهشة والتعجب وعدم التصديق من هول الحدث.
والصور المنشورة عن المدينة بعد “تحريرها” تبين الكم الهائل من التدمير الذي تعرضت له، ويخيل للذي يقلب الصور أنه حتى الأشباح لا تسكن المدينة من هول الدمار، ولا تشبه الصور الآتية من الرقة إلا التي أتت سابقاً من نظيراتها في هيروشيما اليابانية ودريسدن الألمانية.
وزارة الدفاع الروسية أصدرت بياناً شبهت فيه وضع المدينة بما حصل لمدينة دريسدن الألمانية إبان الحرب العالمية الثانية، حيث أمطرتها قوات التحالف حينها بالقذائف ومحتها عن بكرة أبيها، مواطنين وبنى تحتية.
فيما برر متحدث أمريكي باسم قوات “التحالف الدولي” القصف الذي تعرضت له المدينة من قبل طائراتها بأنه “طبيعي كون المدينة كانت ساحة نزاع”، بحسب تعبيره، وكأن ما يراه من صور “طبيعي”، الكل تفاجأ من الصور إلا الأمريكيين، “سبحان الله”.
في سنين سبع من الحرب السورية، مدن وبلدات كثيرة تعرضت لعمليات عسكرية وشهدت اشتباكات وقصف، وجزء من هذه المدن دمر بالفعل بسبب الأعمال العسكرية، ولكن في الرقة، الوضع مختلف، المدينة ككل، نسبة الدمار فيها عالية، بحسب الصور المتداولة، فيما يبدو وكأنه تدمير متعمد، يزيد من هذا التخمين زيارة قام بها وزير سعودي للرقة بعد يوم من “تحريرها” أعلن فيها عن “إعادة إعمار المدينة فوراً”.
بالطبع، لم ولن يسأل أحد القوات الأمريكية عن هذا الدمار أو عن أرواح كثيرين من أبناء المدينة “المنكوبة” الذين قضوا بمختلف أنواع الأسلحة، منها الفوسفور الأبيض المحرم دولياً، والذي استخدمته الولايات المتحدة “هيك وعادي” واعترفت باستخدامه.
بالنظر لخارطة المعارك في سوريا، يتضح أن معركة الرقة، قد تكون إلى حد بعيد، هي آخر المعارك الكبرى من هذا النوع، وقد تكون أحد أهم عناوين الحرب السورية، وكمدينتي هيروشيما اليابانية ودريسدن الألمانية اللتين ما زالت صور التدمير فيهما عناوين للحرب العالمية الثانية ومآسيها. المصدر: الخبر