الجندي يحيى عدنان الشغري: «والله لَنِمحيها»... نبوءة تتحقق!
«والله لَنِمْحيها!»… كانت هذه هي الكلمة الأخيرة التي نطق بها الجندي في الجيش السوري يحيى عدنان الشغري… وهذه الصورة كانت هي اللحظة الأخيرة في حياة ذلك الجندي قبل أن تمزق عصابات داعش جسده بالرصاص.حدث ذلك قبل ثلاث سنوات، وبالضبط في 25 آب 2014، حين أسرت عصابات داعش جنديين من جنود الجيش السوري من اللواء 93 في الرقة بعد قتالٍ مرير حتى نفاذ الطلقة الأخيرة، بعدها قام القتلة فوراً بإطلاق النار على الجندي الأول فيما طلبوا من الجندي الثاني أن يقول: دولة الاسلام «داعش» باقية ، فنظر الجندي بكامل رباطة جأشه وبأسه وردّ بوضوح: «والله لنمحيها»… أيّ شجاعة هذه! أيّ إيمان هذا يقترب من المستحيل! أيّ وعي ذاك الذي يسكن في قلب هذا الجندي الذي كان وحيداً ومقيّداً… ومع ذلك لم يخن روحه ورفاق السلاح… ولم يخن القسم الذي قطعه على نفسه أمام علم سورية العالي.لحظتها أمطره القتلة بالرصاص، فسقط شجاعاً باسلاً… ذلك الجندي العربي السوري هو يحيى عدنان الشغري.«والله لَـــنِــمــحِـــيــهــا»… لقد أصبح هذا الإعلان معادلاً لقسم غال ونبوءة من جندي سوري لم يساوم على روحه ووطنه.. لم يرتبك ولم يتردّد فيما كان الدواعش يزرعون جسده بالرصاص وهو مقيّد ومكبّل.. فبقي ينظر في عيونهم الباهتة بشرف وثبات ثم يعلن قسمه أو نبوءته: والله لنمحيها…منذ ذلك اليوم.. منذ تلك اللحظات… جرت في نهر الصراع والحرب الإرهابية الكونية على سورية دماء كثيرة… اليوم وبعد ثلاث سنوات… يردّ الجيش السوري الأمانة لصاحبها لرفيق السلاح الذي لم يساوم على شرف الانتماء لسورية أو لجيشها الأسطوري…اليوم يدوس حماة الديار على فلول القتلة أولئك الذين استعرضوا «شجاعتهم» على جنديّين أسيرين… أولئك القتلة يبدون اليوم وكأنّ الأرض قد ضاقت عليهم بما رحبت.. فلا يجدون متراً يحميهم في سورية والعراق ولبنان، فيلوذون في المغاور وبين الأزقة وبين المدنيين، فيما يقوم حماة الديار والجيش العراقي ورجال المقاومة بتصفية الحساب معهم.اليوم تتحقق نبوءة يحيى عدنان الشغري، الآن تتلاشى «دولة القتل» ويجري محوها عن كامل الجغرافيا السورية والعراقية واللبنانية.الآن يبتسم يحيى عدنان الشغري وكأنه يذكرنا: ألم أقل لكم «والله لنمحيها».. هل ترون الآن.. لقد قلت ذلك يومها لأنني أعرف جيش وطني جيداً… كنت أعرف انهم لن يخذلوا قسمي. المصدر: مركز أوراسيا للدراسات