ما خفي كان أعظم .. "إسرائيل" تقرّ رسمياً بدعم مسلحي سوريا بالمال
يوما بعد يوم تتكشف المؤامرة الكبرى التي نسجت خيوطها في دهاليز مخابرات “اسرائيل” والدول الكبرى وعلى رأسها امريكا وبعض اتباعها في المنطقة، لتدمير سوريا، آخر بلد عربي في المنطقة مازال يرفض التطبيع العلني والسري مع”اسرائيل” ووقف ويقف الى جانب حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية الرافضة للعدوان “الاسرائيلي”.
خيوط المؤامرة الكبرى ضد سوريا وان كانت مكشوفة منذ البداية للعارفين بأحوال المنطقة وخاصة سوريا وما يخطط لها، الا البعض وقعوا في فخ الاعلام الصهيوامريكي الرجعي في المنطقة، والذي كان يضغط وبشكل رهيب على المخاطب العربي عبر استخدام أقذر وأحقر الأساليب الطائفية والعنصرية، حتى ضاعت عليهم البوصلة، التي اخذت اليوم تستقر شيئا فشيئا صوب الاتجاه الصحيح بعد ان انقلب السحر على الساحر، وبعد الخلافات التي اندلعت في صفوف الجهات التي تقف وراء المؤامرة ضد سوريا، حيث قامت بنشر غسيلها القذر امام الملأ. بعد اعترافات وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون ان بلادها هي التي صنعت “داعش”، وبعد اعتراف نائب الرئيس الامريكي السابق جو بايدن بأن حلفاء امريكا هم الذين يدعمون الفصائل المسلحة في سوريا، وبعد اعتراف بعض الدول الخليجية، على خلفية الأزمة مع قطر، على بعضها البعض من انها مولت ودعمت الارهاب في المنطقة، وبعد احتضان “اسرائيل” لجرحى “ثوار الثورة السورية” في مستشفياتها لاسباب “انسانية”!، وبعد تدخل تركيا و”اسرائيل” عسكريا لصالح الجماعات التكفيرية كلما اشتد الخناق عليها من قبل الجيش السوري وحلفائه، كشف اليوم الاعلام “الاسرائيلي” ان مساعدات تل ابيب ل”الثوار السوريين” لم تقتصر على العلاج بل شملت مساعدتهم بعشرات الملايين من الدولارات. صحيفة “راي اليوم” الالكترونية نقلت عن صحيفة “هآرتس″ “الاسرائيلية”، التي نقلت بدورها عن مصادر “إسرائيلية” رسمية وصفتها بالرفيعة المستوى، قولها ان الدعم العسكري المقدم من جيش الاحتلال إلى المسلحين السوريين في العام الحالي تقدر بأكثر من 115 مليون شيكل، ما يوازي أكثر من 32 مليون دولار، وان جيش الإحتلال استثمر 20 مليون شيكل، أيْ أكثر من 5 ملايين دولار من ميزانيته لهذا العام عبر إقامة وتشغيل الهيئة التي أُسّست قبل حوالي العام وتعنى بدعم المسلحين في سوريا، وتسمى “جيرة حسنة”، مشيرة إلى أن هذه المبالغ لا تشمل كلفة المعالجة الطبية لجرحى المسلحين السوريين التي تقدر بعشرات ملايين الشواكل وتقوم بتمويلها وزارات الأمن والمالية والصحة، فيما أكّدت تقارير أخرى بأن دولا عربية من محور الاعتدال هي التي تقوم بتحمل تكلفة علاج الجرحى السوريين في مستشفيات “اسرائيل”. يبدو ان “داعش” و”النصرة” وباقي الجماعات التكفيرية المسلحة يمثلون “جيرة حسنة” للصهاينة، فالتكفيريون والصهاينة وجهان لعملة واحدة، وهذه الحقيقة الناصعة اصبحت اكثر وضوحا مما مضى بعد المعلومات التي كشفتها وسائل اعلام “اسرائيلية” عن الدعم المالي الذي تقدمه “اسرائيل” ل”المعارضة السورية المسلحة”!، ويبدو ان هدف كشف الصحيفة “الاسرائيلية” للمبالغ التي تقدمها “اسرائيل” للعصابات التكفيرية يعود في جانب منه الى كسب رضا الدول العربية الغنية ودفعها لتقديم المزيد من الاموال ل”اسرائيل” على موقفها “الانساني” من التكفيريين. ووفقا لوسائل اعلام “اسرائيلية”، فان إدارة “جيرة حسنة” أنشأت في شهر آب (أغسطس) من العام الماضي، والمبلغ الذي خُصص لها للعام 2017 يشمل كلفة إقامتها، وتشغيلها بشكل دائم ودفع أجور عناصر الخدمة الدائمة في المشروع وهم ضابط برتبة مقدم يترأس المديرية وثلاثة ضباط إضافيين، لكن المبلغ الأساسي الذي يموِّل نقل التجهيزات الطبية والغذاء والأدوية لا يأتي من الجيش، بل من تبرعات خاصة، لرجال أعمال من أصل سوري يقطنون في شيكاغو ومنظمات مختلفة، مثل مركز “بيريس للسلام”!. وفيما يتعلق بكيفية إرسال الدعم العسكري والطبي للمسلحين ذكرت الصحيفة نقلا عن ذات المصادر، إلى أن ضباط إدارة الارتباط في “جيرة حسنة” يتحدثون مع عناصر ارتباط محليين في القرى من وراء الحدود من أجل إرسال التجهيزات، وأحيانًا أيضا يلتقي قائد الفرقة المناطقية في هضبة الجولان، العميد ينيف عاشور، مع مسؤولين في القرى، في محاولة لاستيضاح نوعية التجهيز الذي ينقص السوريين. ومن اجل اظهار الجانب “الانساني ل”اسرائيل” وما تنفقه من اموال باهظة على الجماعات التكفيرية، تحدثت صحيفة “هاآرتس” بشيء من التفصيل حول هذا الموضوع حيث ذكرت ان عدد الجرحى السوريين في مستشفيات “اسرائيل” في ارتفاع حاد، إذ أن تكلفة اليوم الواحد في المستشفى تصل إلى مبلغ 2500 شيكل (حوالي 750 دولار)، وبما أن الجرحى غير مؤمنين في صناديق المرضى في الدولة العبرية، ويتم نقلهم إلى المستشفيات من طريق الجيش، فإنّ تكلفة اليوم الواحد تصل إلى أكثر من ألف دولار، وان التكلفة ترتفع بشكلٍ كبير في حال إجراء الأطباء عمليات جراحية للمصابين. وبما أن عدد جرحى المجاميع المسلحة في سوريا والذين يعالجون في المستشفيات “الإسرائيلية” هو نحو 300 جريح، فإن التكلفة الشهرية لعلاجهم تصل إلى نحو 9 ملايين دولار. هذه المعلومات التي نقلتها الصحيفة “الاسرائيلية” هي قمة الجبل الجليدي من الدعم “الاسرائيلي” للعصابات الارهابية في سوريا، وما خفي كان اعظم، وهي بدورها نقطة في بحر الدعم المالي الضخم الذي تجاوز عشرات وحتى مئات المليارات التي انفقت على تخريب سوريا منذ 7 سنوات، الا ان الدعم “الاسرائيلي” يفضح اكثر حقيقة “الثورة” السورية و “الثوار” السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان، وهي مفاهيم لا معنى لها بالمطلق لا لدى “ثوار” سوريا ولا لدى داعمي هذه “الثورة”. رغم كل الالم والدمار والدماء الا ان الشعب السوري تمكن بفضل وعيه وارادته وصمود جيشه وحكمة قيادته، وبفضل محور المقاومة، ان يتجاوز مرحلة الخطر وان يُفشل المؤامرة الكونية التي استهدفت وجوده، وهذا الصمود هو الذي دفع الدول الكبرى التي كانت تقف وراء مؤامرة تدمير سوريا، الى الاعتراف بفشلها وانتصار الشعب السوري، وآخر هؤلاء المعترفين روبرت فورد آخر سفير امريكا في سوريا، الذي قال قبل ايام في لقاء مع صحيفة “الشرق الاوسط” السعودية: ان “الأسد ربح، إنه منتصر، وسوف يبسط نفوذه على كل البلاد عاجلا أم أجلا، فالقضية أصبحت مسألة وقت”. المصدر: شفقنا