بالفيديو.. اعترافات خطيرة لشاب سوري عمل مع جبهة النصرة لسنوات
كشف شاب سوري كان معتقلا لدى المسلحين، عن حقائق خطيرة كانت تمارسها جبهة النصرة أثناء احتلالها لمدينة حلب، حيث جندته للعمل معها ثلاث سنوات في ما يسمى "المحكمة الشرعية" المسؤولة عن إصدار أحكام القصاص والتعذيب ضد المواطنين. وكشف أحمد عن الكثير من كواليس التنظيم وأسرار عمله. وفيما يلي نص الحوار الذي دار بين مراسلة وكالة تسنيم الإيرانية في حلب والشاب السوري أحمد صلاح:
الشاب: اسمي أحمد صلاح المراسلة: تحدث لنا عن المنطقة المتواجدين بها حالياً؟ الشاب: هذا كان أكبر معقل لجبهة النصرة، وفيها محكمة شرعية ومدنية، كنت متواجداً مع جبهة النصرة في العام 2012، وقد اعتقلتني النصرة من بيتنا في المنطقة وبعد أن حققوا معي، لصقوا بي تهمة أني أتعامل مع "النظام" (الدولة السورية)، بعدها خطفوا أمي وأبي وإخوتي وأخواتي، وبعد فترة أخرجوا أمي وأبي من المعتقل لكنهم أبقوا اثنتان من أخواتي محتجزات لديهم. المراسلة: لماذا؟ الشاب: مقابل أن أبقى أعمل معهم، لقد أخذوني من أحضان أمي وأبي. المراسلة: كم كان عمرك يومها؟ الشاب: كان عمري 17 عاماً عندما أخذتني "جبهة النصرة". المراسلة: هل كانوا على علم أنك بهذا العمر الصغير؟ الشاب: نعم، فهم (جبهة النصرة) لا يأخذون إلا الشباب اليافعين ذوي الأعمار الصغيرة. المراسلة: حدثنا عن هذا المكان وما كان يحدث هنا؟ الشاب: هنا كانت المحكمة الشرعية حيث يتم الحكم بالقرآن وهنا كان يتواجد الشيوخ والأمراء، كانت مهمتي أن أنقل الموقوفين من الكتيبة إلى المحكمة. المراسلة: أخبرتني أن جبهة النصرة كانوا يأخذون الشباب بأعمار صغيرة من 17 وما دون، لماذا؟ الشاب: كانوا يفعلون ذلك لغسل دماغهم، لأن عملية غسل الدماغ للولد الصغير أسهل بكثير من الكبير. المراسلة: كيف استطعت الهروب؟ الشاب: استطعت الهروب لأني كنت موضع ثقة بالنسبة لهم (جبهة النصرة) وكنت أقف أمام الباب الرئيسي للمقر. ذات يوم أدخلت الناس صباحاً لتناول طعام الفطور وبعدها لذت بالفرار. المراسلة: لو تحدثنا بشكل مفصل عن اجتماعاتهم، من هم القادة والضباط الذين يشاركون في الاجتماعات، على اعتبار أنك كنت تستطيع الدخول بينهم؟ الشاب: كان يجتمع معهم ضباط من أمريكا و"إسرائيل" وتركيا وهناك أمراء من السعودية وقطر والإمارات ومصر. المراسلة: ما هو الحديث الذي كان يدور بينهم؟ الشاب: كانوا يريدون أن يسبوا مدينة حلب بالكامل. المراسلة: لماذا؟ الشاب: كانوا يقولون أنها بلاد الكفر وأن الأموال والنساء والأطفال كلها يجب أن تسبى لهم، عندما شاهدت هذا الأمر قررت الهروب. المراسلة: ألم تفكر بأهلك الذين كانوا مخطوفين لديهم؟ الشاب: أهلي غالين عليّ ولكنهم ليسوا أغلى من بلدي. المراسلة: ماذا حدث عندما استطعت أن تصل إلى طرف الجيش السوري؟ الشاب: استقبلني الجيش وأخذوني معهم وعالجوني، وعاملوني أفضل معاملة وأخبروني أنه إذا عاد أهلي إلى هنا سنقوم بتقديم السكن إليهم، بقي أهلي محتجزين لدى النصرة من عام 2012 حتى 28-1-2017 (موعد تحرير حلب). وقد لاقى أهلي خلال هذه الفترة أبشع أنواع العذاب، من قتل وتعذيب، حتى أنّ والدي أصبح خرفاً (فقد عقله) من كثرة التعذيب. المراسلة: حدثنا عن حقيقة الأشخاص التي كانت تظهر على شاشات التلفزة في الإعلام المعادي لسوريا، على أنها أشخاص قتلها الجيش السوري؟ الشاب: هؤلاء الأشخاص المقتولة، كانت كلها عبارة عن الموقوفين المحتجزين لدى جبهة النصرة والتي قامت بتصفيتها تحت التعذيب في المحكمة الشرعية. من كان منهم يموت تحت التعذيب والقتل والحرق، كانوا يأتون به ويلقونه فوق الركام ويقولون للإعلام أن هؤلاء ماتوا بسبب قصف النظام (الدولة السورية)، ولكن في حقيقة الأمر كانوا كلهم محتجزون لدى المحكمة الشرعية للنصرة. المراسلة: كيف ينظر الناس اليوم إليك عندما يعرفون أنك كنت في يوم من الأيام تحل السلاح وعدت إليهم من جبهة النصرة؟ الشاب: نظرة الناس لي متفاوتة، كل حسب رأيه، هناك أشخاص تقبلوا الموضوع ولكن في الوقت نفسه هناك أشخاص لم يتقبلوا ذلك. المراسلة: ما هو حلمك للمستقبل؟ الشاب: حلمي أن نعود للعيش كما كنا نعيش في السابق، بأمان واستقرار وأن أتزوج وأكوّن أسرة وأطفالاً المراسلة: ماذا تحب أن تقول لكل الشباب الذين هم بعمرك الآن؟ الشاب: أحب أو أوصل كلمة للشباب، بأنه مهما قدّم لك المسلحون من مال وسيارات وسلاح وحتى إن زوجوك، فكل ذلك لن يعوّضك إن أنت خسرت بلدك.