أمسعاد امرأة في الستين من العمر تحمل في ثنايا وجهها عذابات الزمن الحاضر والماضي أما كفاها المجعدان و الجافان يحكيان قصة التعلق بالأرض و عشق التراب و الزرع.
لم تكن أم سعاد يوما تتخيل أن مزرعة الخضار الصغيرةفي باحة بيتها ستسقى يوما من دماء ابنتها سعاد بعد أن ظلت عمرا تسقيها من المياه العذبة كل صباح ، لكن هل اعذب من دم الشهيد ليسقي أرض العطاء.
فيمركز مستحدث للهلال الأحمر و قرب نقطة للجيش السوري قابلناها ، يداها ترتجفان و الصدمة أصابت عينيها بالجحوظ تتكلم بضع كلمات ثم تصاب بالجمود وما أن تبدأ بشرح الجريمة حتى تصاب بالإغماء مجددا و مجددا .. لا نحن عرفناكيف وصلت هنا و لاهي تعرف ، كل ما كان تكرره :" شقو بطنها وهي حامل ولاد الحرام ".
تصعقنا كلماتها فنعاود استنطاقها ، مع كل التأتئات المتناثرة فهمنا أنها شاهدت حفيدها يُستخرج من بطن أمه المغدورة بالسيف ثم يعلق على النصل و يرفع على سطح البيت و المجرم دائما و أبدا يكبر باسم اللهليكون بنفسه و ذاته الشاهد على جرائمه.
جريمة أخرى اعزائي تسقط معها كل الإنسانية سقطة واحدة ويتسائل الجنين المعلق على نصل الوحوش عن معاهدات جنيف و عن مؤتمراتها ! ، يتسائل عن الديانات والشرائع السماوية و الأرضية و الفضائية و يتسائل عن الدنيا الوحشية التي ما لبس أن وطئها حتى غادرها ملاكا حزينا. جبهة الإنقاذ السورية