تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى مشكلة النساء، اللواتي تعرضن لعمليات اغتصاب من قبل الإرهابيين؛ مشيرة إلى استعداد السلطات السورية لإنشاء مراكز خاصة لمساعدتهن.
أعلنت سوريا عن استعدادها لإنشاء مراكز خاصة لتأهيل النساء، اللواتي تعرضن للعنف من جانب الإرهابيين، الذين هتكوا حرمات عشرات الألوف من النساء، وخاصة المسيحيات منهن. وقد تعهدت السلطات السورية بمساعدتهن جميعا من دون استثناء، بيد أنه ليس هناك مكان في البلاد خاص بالعمل مع النساء فقط. وقال النائب في البرلمان السوري عمار بكداش في حديث إلى "إيزفيستيا" إن السلطات السورية تدرس مسألة إنشاء مراكز نسائية في البلاد، لمساعدة اللواتي تعرضن لعمليات اغتصاب من جانب الإرهابيين. ولكن لا بد من مساعدة المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة. ونحن نرحب بهذه المبادرة، ولكن شريطة عدم انتهاك السيادة الوطنية.
ويذكر أن ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع زينب بنغورة سبق أن اعلنت عن إنشاء مركز مختص لمساعدة النساء العراقيات، اللواتي تعرضن للاغتصاب من قبل الإرهابيين، ولا سيما أنهن من يحتاج بالدرجة الأولى إلى مساعدة طبية ونفسية.
وكتبت صحيفة ديلي ميل البريطانية في شهر فبراير/شباط الماضي أن 500 امرأة إيزيدية في الرقة تم توزيعهن على إرهابيي "داعش"، وقد أعلن قائدهم أنه "يمكن عمل أي شيء مع النساء". ولوحظ الشيء نفسه في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرة المتطرفين.
من جانبه، قال الناشط في مجال حقوق الإنسان، مدير المركز السوري لمواجهة الفكر الإرهابي وائل ملص للصحيفة إن "النساء يتعرضن للقتل والاغتصاب والتعذيب. وبحسب معلوماتنا، تتعرض النساء في مخيمات اللاجئين، التي تقيمها المنظمات الإنسانية، لمعاملة لا تقل قسوة عما يتعرضن له في خارجها".
وأشار المتحدث إلى أن "إنشاء مركز في سوريا لتأهيل النساء، اللواتي تعرضن للاغتصاب، أمر ضروري، على أن يتركز تنسيق عمله بيد سلطات دمشق الرسمية". وأن "تبقى مهمة المنظمات الدولية محصورة في تقديم المساعدات اللازمة له".
غير أن المشكلة تكمن في أنه ليس لدى الأمم المتحدة معلومات حتى تقريبية عن عدد النساء، اللواتي تعرضن للاغتصاب خلال الحرب في سوريا. وهذا يفسَّر ليس فقط بصعوبة الحصول على المعلومات في ظروف الحرب، بل وأيضا بسبب التقاليد المحلية، حيث لا يجري الحديث عن مثل هذه القضايا، لأن الاغتصاب هو عار يشمل جميع أفراد الأسرة. ومع ذلك تشير وسائل الإعلام إلى أن عددهن قد يصل إلى عشرات الألوف.
وقال النائب السوري آلان بكر إن "السلطات السورية تبذل بمساعدة المنظمات الإنسانية كل ما في وسعها لتخفيف معاناة ضحايا الحرب في البلاد بمن فيهم النساء. ويتركز الاهتمام على إعادة تأهيلهم النفسي" -، بحسب النائب السوري.
و أصبح الاغتصاب الجنسي طريقة لإرعاب الناس، حيث تنتشر هذه الأخبار بسرعة إلى أنحاء البلاد كافة. وهذا هو أحد العوامل الذي تسبب في هجرة الملايين. إضافة إلى هذا هناك حالات انتحار للفتيات والنساء قبل وقوعهن بيد الإرهابيين.
وبحسب النائب السوري حنين نمر، فإن عمليات الاغتصاب في سوريا تُرتكب بدوافع إجرامية. وهذا يختلف جذريا عن الوضع في العراق، حيث تصبح النساء ضحايا لأسباب دينية وعرقية، والحديث هنا عن النساء – الإيزيديات اللواتي وقعن بأيدي الإرهابيين. ولكن إذا كان التركيز في العراق على الإيزيديات، فإن التركيز في سوريا على المسيحيات.
من جانبه، قال رئيس صندوق "روسار" الخيري، عضو مجلس الجمعية الفلسطينية الأرثوذكسية الإمبراطورية أوليغ فومين إن المسيحيات مستهدفات وخاصة في المناطق الحدودية مع العراق، حيث يأخذ الإرهابيون الآشوريات من هذه المناطق للاستعباد الجنسي، ويبيعونهن في سوق النخاسة ويتعرضن لمختلف أنواع الاضطهاد والعنف. المصدر: روسيا اليوم