لأوّل مرة.. "مُعارضون" يُشاركون في مؤتمرٍ إسرائيليٍّ بالقدس للحديث عن الأزمة السورية
يوماً بعد يوم، تسقط كل التساؤلات حول حقيقة العلاقة الوطيدة التي تربط «المعارضة السورية» بـ«إسرائيل»، فالحقائق كثيرة تدحرجت كقطع الدومينو منذ بدء الأزمة السورية إلى الآن، لتعري حجم التنسيق والتخطيط بين تلك المعارضة وتل أبيب. ففي بادرة جديدة تعتبر الأولى من نوعها، يُشارك ممثّلون عن «المعارضة السوريّة» ومقاتلون من الميليشيات المسلحة في أمسيةٍ لمعهد «ترومان» الإسرائيليّ في القدس الغربية، تلبيةً لدعوة الأخير، ويتحدّثون مُباشرة أمام الإسرائيليين عن الأزمة السورية.
وحسب صحيفة «رأي اليوم» الإلكترونية، فإنه وتحت عنوان: لأوّل مرةٍ في إسرائيل في «معهد ترومان»: ممثلون عن «المعارضة السورية» يحضرون إلى معهد ترومان ويتحدّثون مباشرة أمام الجمهور الإسرائيلي»، نشر معهد «ترومان» الإسرائيليّ للأبحاث والتابع للجامعة العبرية دعوةً لحضور أمسية بمشاركة هؤلاء الممثلون الذين سيتحدّثون عن الأزمة السورية.
وبكلمات «مُؤثرّة»، يعرّف «المعهد»، ضيوفه من «المعارضة» الذين سيصلون إلى إسرائيل في 17 كانون الثاني الجاري، حيث جاء في الدعوة: «يزوروننا لأوّل مرةٍ في بلادنا، (إسرائيل)، هؤلاء الذين خرجوا من رماد الفاجعة التي حلّت ببلدهم سوريّة، الآتون من بلاد اتشحت بالسواد، سيحدثوننا عن الموت الرهيب في ظلّ الحرب، عن معارضتهم لنظام (الرئيس بشار) الأسد وثورتهم السامية عليه، سيُحدثوننا عن صمت العالم الدولي إزاء قضيتهم وعن إسرائيل في عيونهم أيضاً». وفي منشور عمّمه «المعهد» على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، دعا الراغبين من الطلبة والأكاديميين الإسرائيليين وغيرهم إلى حضور مؤتمر هو الأول من نوعه.
وأشار المعهد في دعوته إلى أن ممثلين عن «المعارضة السوريّة» سيتحدّثون إلى الجمهور الإسرائيليّ باللغة الإنكليزية عما سماه الموت في ظلّ الحرب والدمار، والهجرة القسريّة من البلد الأم سوريّة، كذلك عن صمت العالم والمجتمع الدولي إزاء المجازر التي ارتكبها الجيش العربي السوري بحق الشعب، بحسب زعم المعهد.
علاوةً على ذلك، وتقليداً للأسلوب المتبع في الإعلام الغربي الداعم للميليشيات المسلحة والذي أصبح متبعاً بشكل مستمر من خلال استخدام صور مفبركة إلى جانب الخبر الكاذب، استخدم في نص الدعوة، صور لأمْ وطفلين وبجانبها صورة أخرى من دمار الحرب، وصورة مقاتل، مُناشدةً للجمهور الإسرائيليّ بعدم تفويت الفرصة للاستماع للشهادات الحيّة مما سموه «قلب الحدث».
واللافت في الدعوة أن برنامج المؤتمر سيستضيف أيضاً مقاتلين من الميليشيات المسلحة إذ إنّهم، بحسب الدعوة، سيتحدثون من سوريّة مباشرة إلى الحاضرين من خلال تقنية الاتصال بالفيديو (Video Conference).
والجدير بالذكر، أنه تحت الدعوة المنشورة على صفحة «المعهد» في موقع (فيسبوك)، علّق إسرائيليون يرغبون في الحضور، بسؤال عمّا يعنيه منظمو المؤتمر بمصطلح «المعارضة السوريّة»؟ مضيفين إن المصطلح فضفاض وبذلك قد يتضمن تنظيم «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً).
لكن مدير الصفحة لم يجب عن أسئلتهم وبقيت أسماء الضيوف السوريين قيد الكتمان، من دون توضيح إن كانت أسماؤهم ستُنشر قبيل يوم المؤتمر، أو فقط خلال انعقاده.
يشار إلى أن إسرائيل فتحت باب مستشفياتها على مصراعيها أمام الجرحى الإرهابيين في جنوب سورية لمعالجتهم وتأمين مستشفى ميداني لهم، كما سلطت العديد من التقارير الصحفية الضوء على عناصر من الـ«موساد» تسللت إلى سورية بضيافة ميليشيا «الجيش الحرّ» لأسباب لا تتعلّق بنشر الديمقراطية، وإنما لنصرة «فتح الشام» وأخواتها.
إضافة إلى ذلك، شدّدّ مدير الصفحة الذي تكفل بالإجابة عن أسئلة المعلقين على أن الدعوة مفتوحة لكلّ الراغبين، لكن يجب عليهم تسجيل أسمائهم من خلال الموقع الإلكترونيّ لـ«المعهد»، حيث لا يضمن الأخير مقاعد إلا لمن يصل أولاً.
ومن الأهمية بمكان، الإشارة إلى أن من يسمي نفسه ممثل «المعارضة السورية» عصام زيتون، زار تل أبيب مؤخراً، وشارك في مؤتمر «هرتسيليا»، للمناعة القوميّة الإسرائيليّة، والذي يُعَدّ أهم مؤتمر أمني إستراتيجي تعقده إسرائيل سنوياً منذ عام 2000، ويُشارك فيه كبار قادة إسرائيل، وفي مُقدّمتهم نتنياهو والوزراء وقادة الجيش، إضافة إلى ضيوفٍ من جميع أنحاء العالم.
وظهر زيتون عبر قناة «I24 الإسرائيليّة من داخل قاعات المؤتمر، وقال عن سبب قدومه إسرائيل إنه جاء للتأكيد: «إننّا كسوريين طرقنا كل أبواب العالم، ورغم ذلك المذبحة مستمرة»، على حدّ تعبيره.
يُشار إلى أن إسرائيل كانت قد استضافت ثلاث مرّات عضو «الائتلاف» المُعارض كمال اللبواني، الذي اقترح عليها مقايضة الجولان مُقابل إسقاطها الرئيس الأسد. المصدر: رأي اليوم