يعاني طلبة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق من ظروف دراسية صعبة بعد اغلاق تنظيم داعش جميع المدارس ورياض الاطفال في المخيم بدعوى عدم التزامها بتدريس منهاج "الدولة الاسلامية" الذي ألفه التنظيم.
وقالت مصادر مطلعة من داخل المخيم لوكالة معا: ان الاوضاع صعبة جدا، طلبة المخيم باتوا يتلقون التعليم خارج اليرموك بسبب اغلاق المدارس داخل المخيم بعد فرض داعش لمنهاجه على المدارس في المناطق التي يسيطر عليها بالمخيم".
وتابع: "يتنقل نحو الف طالب يومياً لمسافات طويلة الى دمشق والقرى المجاورة ويتخطون حواجز عسكرية للوصول للمدارس التابعة للحكومة السورية".
ويسيطر تنظيم داعش على أكثر من 80 % من مساحة المخيم، ويعيش السكان دون كهرباء منذ بدء الحصار في السابع والعشرين من تموز لعام 2013 ويعتمد السكان الذين يصل عددهم الى 12 الف نسمة على المولدات التي تعمل على الوقود، كما وتفتقد مناطق واسعة من المخيم الى الانترنت والماء.
واشترط داعش تدريس منهاجه الجديد منذ بدء العام الدراسي الجديد في المخيم يوم 18 ايلول الماضي، واكدت المصادر ان جميع المدارس التي لم تلتزم تم اغلاقها، وتم افتتاح مدارس خاصة بداعش تدرس منهاج "الدولة الاسلامية" حتى الصف التاسع ومنفصلة للذكور والاناث والغالبية العظمى من الطلبة هم ابناء المقاتلين في التنظيم.
وكان المخيم يضم نحو 30 مدرسة اغلق عدد كبير منها منذ بداية دخول داعش للمخيم، فيما اغلقت البقية وخاصة مدرسة "الجرمق" التي كانت تضم نحو 1000 بعد قرار فرض المنهاج الجديد.
ويواجه الطلبة الذين يدرسون داخل مدارس داعش عقبة كبيرة حيث ان هذه المدارس غير معترف بها ولا بمنهاجها لذلك يصعب على الطلبة الذين يتلقون التعليم فيها اكمال الدراسة في المدارس السورية.
وحول طبيعة منهاج داعش، كشفت المصادر: ان المنهاج الجديد خال من صور الانسان أو الحيوان كون التنظيم يحرمها، كما يمنع وضع الصور الملونة داخل الكتب، ويمنع وضع الخرائط والاعلام لمخافتها للشريعة الاسلامية حسب قولهم.
ويضم المنهاج الجديد العديد من الكتب من جغرافيا، وتاريخ ورياضيات، ولغة انجليزية ولغة عربية وتركز الكتب على الثقافة والتعاليم الدينية التي يطرحها التنظيم.
ويدرس داخل مدارس داعش معلمين من التنظيم نفسه بعد رفض المدرسين من المخيم الالتحاق بهذه المدارس. المصدر: وكالة معاً الإخبارية