نجا طبيب سوري وعائلته بأعجوبة من الموت على يد المجموعات التكفيرية التي اقتحمت مدينته عدرا العمالية في ضواحي دمشق والتي استولت عليها تنظيمات “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) قبل أيام وارتكبت مجازر بحق عشرات الأهالي فيها . مظهر ابراهيم "دكتور في المؤسسة العامة للجيلوجيا" يعود في أصوله إلى قرية “عين بشريتي” التابعة لصافيتا في ريف طرطوس يروي في تصريح خاص لشبكة عاجل الإخبارية ما شاهده من اقتحام عناصر المسلحين لمدينته التي يقطنها منذ سنوات بحكم عمله في دمشق.
واوضح ابراهيم: “مع ساعات الصباح الأولى دوى الرصاص مقابل منزلي المقابل للفرن حيث دارت المعركه بين المقتحمين وحراس الفرن «الأبطال»، كانت ساعات عصيبة، هربنا أنا وزوجتي وطفلتنا كريستين التي لم تبلغ السنتين من عمرها الى ملجأ في البناء المجاور واختبأنا مع عشرات السكان القادمين من كل المحافظات”.
وتابع ابراهيم شهادته أن “المسلحين دخلوا عليهم وبدأت فصول التنكيل والقتل والتحقيق «من مع النظام ومن يعمل لدى الدولة؟؟»”.
وقال المواطن السوري أن المسلحين التكفيريين “عمدوا إلى قطع أيدي عدد من العاملين بالدولة منعا لمعاودة العمل اضافه الى قطع رؤوس وتمثيل بالجثث جرت أمام مرأى الأطفال”، مشيرا الى انه بعد 3 ايام من «الأوقات المرعبة» في الملجأ استطاع مع عدة اسر الهروب الى الطريق العام حيث كان الجيش السوري موجودا فأمن للناجين الركوب بشاحنة اقلتهم الى مكان امن ثم وصل الطبيب وعائلته إلى طرطوس.
وروى الطبيب مظهر ابراهيم مشاهداته المروّعة مع زوجته وابنته لجثث الضحايا مرمية بالشوارع متفسخة ومنكل بها ومقطعه الرؤوس والأوصال، فيما تقول زوجته أن لهجات المسلحين غير سوريا وكذلك الأشكال والسحنة وعلى الجباه كتابات «اسلامية» لجبهة النصرة، كانت أيام «فظيعة» خرجنا بملابسنا فقط وساعدنا الجيش الذي طوق المدينة”.
ونزلت العائلة الناجية من الموت بضيافة محافظ طرطوس نزار اسماعيل موسى فيما تبكي الطفلة كريستين ألعابها.
وكانت المجموعات المسلحة اقتحمت عدرا العمالية قبل أيام وارتكبت عمليات إعدام ممنهجة وفق لوائح معدة مسبقا، حيث أشارت التقارير السورية إلى أن عدد ضحايا المجزرة بلغ 80 شخصا فيما تقول تقارير أخرى أن العدد أكبر من ذلك بكثير.
يشار إلى أن مساكن عدرا العمالية يقيم فيها موظفون وعمال يعملون في أكثر من 600 منشأة صناعية والعديد من صوامع الحبوب، وتقع على بعد حوالي 40 كم إلى الشمال الشرقي من دمشق، وعلى الطريق الدولي المتجه إلى حمص. وتستضيف المساكن، فضلا عن أهلها، قرابة مئة ألف نازح من مناطق ريف دمشق الأخرى، لاسيما المجاورة لها كـ"دوما" و"حرستا" و"عربين". المصدر: قناة العالم