بالذبح جاؤوهم… 40 شهيداً “ذبحاً بالسكاكين” في عدرا
أدخل ليل الأربعاء هادئاً، ودقت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، ولا يزال الهدوء يسود المدينة، قبل أن بستيقظ قرابة المئة ألف مدني على أصوات تكبيرات ملأت المدينة من قبل ملثمين يلبسون السواد، ويرفعون رايات كتب عليها “جبهة النصرة” و”الجبهة الإسلامية” عندها علم الجميع أن المحظور قد وقع، وأن “المقاتلين المتشددين” باتوا في ديارهم.
توافد ما يزيد عن ألفي مسلح من أطراف المدينة المفتوحة بالكامل على الغوطة، وظهور حوالي 500 عنصر من داخل المدينة ساعد وسهّل وخطّط ونفذ عملية الاقتحام من جهة “التوسيع”.
وبحسب رواية عدد من سكان المدينة، بدأ هجوم الميليشيات كالعادة على النقاط والمراكز الحكومية، فهاجموا المخفر حيث قتل جميع عناصر الشرطة بعد اشتباك لم يدم طويلا بسبب الأعداد الكبيرة المهاجمة .
ثم توجه مسلحو “الجبهة الإسلامية”و “جبهة النصرة” إلى الحاجز المتواجد على طرف المدينة قبل أن يتوجهوا نحو المستوصف حيث قاموا بذبح أحد الموظفين هناك ووضع رأسه في السوق الشعبي وسحله أمام الناس.
وانتقلت الميليشيات من نقطة حكومية إلى أخرى، ومن المستوصف إلى السوق ثم توجهوا باتجاه الفرن لتقع معركة أطلق عليها “معركة الفرن” أسفرت عن 6 شهداء وعشرات الرهائن والمحتجزين، لتصل الأنباء لاحقاً أن الرهائن تم ذبحهم “لأنهم موظفون حكوميون”.
بعد ذلك، هاجم المسلحون مطاحن عدرا العمالية، وسرقوا أكثر من 10 أطنان من القمح.
وتتالت عمليات الذبح “على خلفية طائفية”، وأفادت المصادر الأهلية بذبح 40 مدنياً على الأقل، في مدينة تضم صوامع الحبوب ومطحنة تشرين وتطل على الطريق الدولي القديم وفيها أكثر من 700 منشأة صناعية وما يزيد عن مئة ألف مدني.
أحد المدنيين الذين تمكنا من التواصل معهم تحدث عن عمليات حرق لأحياء كاملة على خلفية طائفية إضافة لحرق مساكن العمال لأنهم موظفون حكوميون.
يذكر أن عدرا العمالية هي مدينة تبعد حوالي 30 كم من مدخل العاصمة الشرقي، والتي تعتبر جزءاً من غوطة دمشق الشرقية، توجّهت إليها عوائل الغوطة والضمير وعربين وحرستا، وبالأخص أهالي مدينة دوما، وهي الآن مدينة حرب اضطر مدنيوها للجوء إلى الأقبية والمنازل الأرضية، ومن استطاع منهم الفرار, نزح إلى القطيفة.